عن التعليق الرياضي

الرياضة 2023/12/05
...

خالد جاسم



*مخطئ من يتصور أو يعتقد أن التعليق الرياضي مهنة سهلة وإن شهدت الساحة في هذا التخصص بعضاً من الفوضى وتسلل بعض الذين لاتنطبق عليهم أبسط مواصفات المعلِّق وشروط التعليق إلى هذا التخصص لأسباب وعوامل معروفة , وواهم كل من يعمل في هذا الحقل الإعلامي الصعب أن الميكرفون بين يديه هو ملك خاص وحلبة فسيحة تمنحه حرية التجول كيف ما يشاء على حساب المهنة والمتلقي وذائقة المستمع والمشاهد فيبيح لنفسه السباحة في خيال العاطفة ويخرج عن النص بعيداً عن مجريات الأحداث وخارج أحداثيات المواجهة أو المباراة التي يتولى التعليق عليها , بل أن المتخصصين في علم الإعلام كثيراً مايوصون المعلقين بشكل خاص بالحذر والدقة حتى في استخدام صفحات التواصل الاجتماعي في إبداء الرأي وطرح وجهات النظر والتعليق في حالات ومواقف لها صميم الصلة بمهنتهم الحساسة كونهم على تماس مباشر مع الجماهير وهم بالملايين بكل تأكيد, والواقع ورغم حضور العديد من الملاحظات السلبية عن عالم التعليق والمعلقين لدينا , إلا أن ماأشرت إليه تراه حاضراً لدى معظم المعلقين العرب وأكثرهم شهرة بدليل أن معلقاً حرِّيفاً مثل المصري مدحت شلبي قد أوقع نفسه قبل سنوات في مطبٍّ غير محسوب برغم بساطة الموقف , فبعد انتهاء مباراة ناديي الهلال والفيصلي في دوري الكرة السعودي نشر شلبي تغريدة على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، تمنى فيها أن يكون مشاهدو قنوات (KSA SPORTS)  قد استمتعوا بتعليقه على المباراة , إلا أن المعلق المصري لم يكن في حسبانه أن تغريدته ستكون سبباً في اندلاع جدل كبير بين الجماهير السعودية التي أطلقت تعليقات متباينة لم تعكس رأيها فقط في تعليقه على المباراة، بل تعدّت ذلك إلى إبداء رأيها في إسناد التعليق على المباريات إلى معلقين مصريين من الأساس , وحسب ماقرأت فقد بدأت التعليقات بكلمات تشجيع وإعجاب بتعليق مدحت شلبي على لقاء الهلال والفيصلي، إلا أنه سرعان ما تبعتها تعليقات أخرى تبدي عدم رضاها عن أداء المعلق المصري، إلا أن اللافت هو تعليق مغرد سعودي آخر قال فيه إن الدوري السعودي أصبح يضم لاعبين مصريين. والآن، التعليق بواسطة معلقين مصريين ليصبح الدوري ( مصرياً ) على حد قوله. ومن تلك الحادثة تصوروا كم هي حساسة ودقيقة مهنة التعليق ومهمة المعلق حتى إن تصرف بحسن نية بتغريدة لاتزيد عن سطر واحد في حسابه الشخصي على إحدى وسائل التواصل مع أنها تبوَّب في خانة الحرية الشخصية وليست إساءة حتى إن كانت ليست مقصودة على الهواء ومن ثم واجب على المعلق أن يكون حذراً في كثير من الحالات والمواقف لأنه شاء أم أبى يبقى تحت المجهر دائماً .