د عدنان لفتة
على غير ما نتمنى انتهت مشاركة فريق القوة الجويَّة في دوري أبطال آسيا بثلاثة انتصارات وتعادل واحد وخسارتين وحصيلة رقميَّة بلغت عشر نقاط وتسعة أهداف مقابل سبعة في الشباك واحتلال المركز الثالث تساوياً بالنقاط مع سابهان الإيراني المتفوق بفارق مواجهتيه مع الصقور.
الحسرة لأنَّ الجوية لم يتأهل للدور الثاني وهو الأكثر استحقاقاً من جميع فرق مجموعته ابتداء من الاتحاد السعودي المتصدر الذي تفوق عليه الأزرق ذهاباً وإياباً في الأداء والسيطرة والتحكم ولو أنَّ الصراع بين الاثنين معاً حسمته المواجهات لا النقاط لكانت الأرجحية جوية الفائز بهدفين في أربيل مقابل خسارة في الوقت القاتل بمباراة جدة!!
التفريط الحقيقي المحزن ببطاقة التأهل كان من بوابة سابهان الإيراني، المنافس المباشر على المركز الثاني وتحديداً في مباراة ملعب ازادي بطهران، الظروف كلها كانت لصالح الجوية، قبل المباراة نفسياً: سابهان متعرض لعقوبة إدارية من الاتحاد الآسيوي أفقدته نقاط مباراته مع الاتحاد.. خلال المباراة: طرد للاعب إيراني جعل سابهان يخوض معظم وقت المباراة بعشرة لاعبين!!
عاملان يمنحان الصقور الأفضلية على أرضية الميدان غير امتلاك الحافز لحسم الموقف لكن قراءة المدرب أيوب أوديشو للمباراة لم تكن فاعلة، كان عليه أن يوصي لاعبيه بأنها مباراة العمر والتاريخ، عليكم أن تقاتلوا فيها بكل قواكم، لابد من استثمار كل الظروف، والتحرر من القيود الدفاعية والحذر، انه يوم للشجاعة في القرار والجرأة في الأسلوب والمباغتة في العمل.
اللاعبون لم يستشعروا قيمة المباراة وأهميتها لفريقهم، لم يستشعروا أنها مباراة لنجوميتهم وإشعاعهم، مباراة ترتقي فيها كرتنا نحو القمم لكسب التأهل المستحق، كان عليهم كأفراد السعي بجدية للتواجد مع أفضل لاعبي نخبة آسيا ومشاهيرها.
اقتصادياً: خسر الجوية مبلغاً مهماً من الجوائز المعدة من قبل الاتحاد الآسيوي فهو يمنح مبلغ 50 ألف دولار لكل فوز ضمن مكافأة الأداء وعشرة آلاف دولار عن كل تعادل ومكافأة قدرها 100 ألف دولار للتأهل للدور الثاني إضافة إلى 45 ألف دولار كبدل سفر!!
إدارياً: خسرنا فرصة ذهبية لزيادة حصة العراق من مقاعد دوري أبطال آسيا فبدلاً من فريق واحد في دور المجموعات كان يمكن أن نزيده إلى فريقين، علاوة على زيادة فرصة مشاركة فريق أو فريقين في ملحق التأهيل.
الفرص في الحياة تأتي مرة واحدة، والجويون ضيعوا تلك الفرصة الذهبية في أفضل حضور آسيوي لهم وفي أفضل مشاركة عراقية رقمياً، هي المرة الأولى التي نتوهج كثيراً ونتألق ونثبت علو كعبنا على أندية أخرى أكثر تمرساً وخبرة في الميادين الآسيوية.
تجربة يجب الاستفادة منها لتحسين أداء أنديتنا وتأكيد تفوقها ومكانتها للاقتراب ومقارعة كبار آسيا دون خوف أو ارتباك أو تلعثم، إنه موسم الانطلاق إلى النجاحات التي بحثنا عنها كثيراً وتدفعنا بإذن الله إلى صور أجمل ومشاركات أقوى تضعنا مع المنافسين الأشداء بكل العنفوان والقوة.