على أعتاب عام جديد

الرياضة 2023/12/12
...

خالد جاسم



*في رياضتنا وبقدر ماتكون تمنياتنا وأمنياتنا أن يكون كل عام جديد ندخل بداية العد الميلادي لتقويم أيامه وأسابيعه وشهوره هو عام التحول إلى كل ماهو أفضل وباعث على مغادرة التراجع وغلق ملفات الإخفاق وركوب قطار التفاؤل ,جاءتنا الأيام الماضية من هذا العام حافلة بالعديد من الأحداث والتطورات التي تضاعف فينا القنوط وتعزز التشاؤم وتزرع شتلات انتظار ماهو ليس إيجابياً وقد تدفع بعربات قطار رياضتنا المتهالكة أصلاً في منعطفات نفق لانهاية سعيدة له في ظل سريان منطق الفوضى التي نريدها خلَّاقة بصناعة أيدينا وليس بسيناريو أميركي وفق نظرية المؤامرة التي نعشقها حد الإدمان . نعم تأتي مختلف التطورات في الساحة الرياضية وهي أشبه بموجات عاصفة في بحر هائج تتمايل فيه سفينة رياضتنا يميناً وشمالاً بلا هداية بعد أن ضاعت المجاديف وتكسرت بوصلة الاتجاهات وغاب الملاحون الماهرون من أهل الحكمة والخبرة من أجل مسك زمام الخارطة وإعادة رسم الاتجاهات وإنقاذ مايمكن إنقاذه قبل انقلاب السفينة بمن فيها والغرق المحتم الذي لايتمناه أحد , وحينها لن ينفع عض أصابع الندم لأن تلك الأصابع هي نفسها التي رسمت خريطة الفوضى وخلقت منطق اللاانتماء الصميمي إلى الرياضة الحقة ..رياضة وطن ضاعت فيه كثير من الأشياء الجميلة التي كنا نعتقد أنها في أمان وفي معزل عن عواصف الشر والتدمير والخراب . ماحدث ويحدث مثلاً من أزمات رياضية بكل تفاعلاتها وإرهاصاتها تدق ناقوس خطر محدق المتضرر الأكبر والوحيد منه هو الرياضة والرياضيون , وكتبنا وناشدنا كثيراً أهل الشأن والمعنيين على اختلاف عناوينهم إن الحوار على مائدة الصراحة ووضع مقاربات منطقية وجدولة واقعية لكل نقاط وفواصل الخلاف والاختلاف جدير في بلوغ الأطراف المتصارعة والمتقاطعة إلى حلول ناجعة سيما عندما يتخلى الجميع عن الأنا والهاجس الشخصي الضيق والمصلحة الآنية , وعندما تكون النوايا سليمة فإن التوصل إلى حلول لكل أزمة ليس بالأمر العسير خصوصاً أن مخارج هذه الأزمة حاضرة لأنها لاتنحصر في قضية لوائح وتعليمات أو في قانون نافذ وآخر على منضدة الانتظار بقدر حاجتنا جميعاً إلى تغليب مصلحة الرياضة على مصالحنا وعندها لن تكون هناك أزمة ولاهم يحزنون , وبغياب الحلول وصمت حملان الحكمة والمضي نحو مزيد من التنافر وتعميق التقاطع وتكريس الخلاف فنحن بكل أسف ماضون في مهمة قراءة سورة الفاتحة على ماتبقى من رياضة وطن كانت وماتزال واحة خضراء في أرض يباب برغم كل موجات التصحُّر وثمار صناعة الفوضى التي أسهم في إنتاجها كثيرون من أهل الرياضة نفسها ..وهنا تسكب 

العبرات .