حينما تحضر الإرادة

الرياضة 2023/12/14
...

كاظم الطائي 



أمنيات كنا نعدها من باب المستحيل والأحلام المؤجلة في زمن مضى باتت اليوم أقرب للتحقيق ولم تعد أضغاث أحلام أو أمنيات في غياهب المجهول 

كانت الأمنيات قبل عقد أوعقدين بل ولسنوات قريبة تتعلق برفع الحظر عن ملاعبنا الكروية بعد أن منع الفيفا والاتحاد القاري إقامتها في بلدنا لأسباب مختلفة وما أكثر لاعبينا الذين اعتزلوا ولم يحظوا بفرصة اللعب في أديم ملاعبنا المحلية وتكبدوا عناء السفر وحزم الأمتعة والحقائب بين عواصم العالم وعانوا من حجز الطيران عبر الترانزيت والانتظار الطويل في مطارات العالم والنقل بحافلات نحو دول الجوار والعودة منها 

 كم هلَّلنا وباركنا زيارة منتخب أو ناد  شقيق أو صديق لبلدنا لكسر الحظر المفروض على كرتنا ورياضتنا وبعضهم تلقَّى عقوبة الاتحاد الدولي جرَّاء اللعب في ملاعبنا التي كانت مقتصرة على صرحين أو أكثر في بغداد والمحافظات 

البنى التحتية خرجت من عنق الزجاجة في رحلة العقد المنصرم واتسعت جغرافية الأمكنة والصروح الرياضية من البصرة إلى زاخو لتحظى بالاهتمام والثناء والتقدير وكان من ثمار ذلك فضلاً عن الانفتاح السياسي والاقتصادي والرياضي وغيرها إقامة العديد من الأنشطة في العراق من أهمها بطولة الخليج العربي بكرة القدم في البصرة بداية العام الحالي والتي انتظر جمهورنا أكثر من 40 عاماً لتكرار احتضان نسخة منها بعد الدورة الخامسة ببغداد في العام 1979 وفاز منتخبنا بلقبها 

بطولات غرب القارة لمختلف الفئات وتصفيات المونديال ودوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي ولقاءات ودية ورسمية هي عنوان المرحلة المنصرمة من عمر رياضتنا وتنتظرها خطوات تتطلب تعاوناً ودعماً من مختلف المؤسسات لبلوغ الأهداف المنشودة

قدم العراق وعبر وزارة الشباب والرياضة قبل سنوات طلباً لاستصافة الدورة الرياضية العربية وتمت الموافقة على ذلك الطلب المؤجل لأعوام لاحقة وتعد إقامتها في بلدنا نجاحاً كبيراً لرياضتنا وهي تجمع آلاف الرياضيين من كلا الجنسين من الأصحاء وذوي الهمم من رياضيي البارالمبية في الوطن العربي وأسباب التأجيل تتلخص بإضافات نوعية مقبلة مثل إكمال  بناء القاعات وتهيئة مستلزمات الاحتضان من بنى تحتية للألعاب الفردية والفرقية واختيار الوقت المناسب للاحتضان 

الأنشطة الدولية والقارية والعربية وجدت الأرضية الخصبة لإقامتها في العراق وتم تنظيم بطولات بمختلف الفعاليات في بلدنا في الآونة الأخيرة ونظم الاتحاد العراقي للمصارعة بطولة العرب بالرومانية والحرة وفاز بلقبها أبطالنا وسبقتها بطولات بالقوس والسهم والملاكمة والمبارزة والكراتيه والتايكواندو والسباحة والمواي تاي والكيك بوكسينغ  وغيرها من أنشطة في مدننا .

اللعبة المدللة كرة القدم تنتظر موافقات دولية لاحتضان بطولات دولية كبرى بعد أن نجحت في إقامة مسابقة لدوري المحترفين بتواجد عشرات اللاعبين من جنسيات مختلفة وتهيئة معدات التطور من ملاعب وفنادق وتقنية الفار وطواقم فنية وإدارية وتحكيمية ودعم غير مسبوق من قبل الحكومة المركزية للرياضة ومنها كرة القدم عبر تخصيص المليارات للأندية والتوسع بإنشاء الملاعب والمراكز التدريبية والتعامل الاحترافي مع دوريات متقدمة مثل اللاليغا الإسباني وتخصيص الأموال والجهد والرعاية لإنجاح المساعي الحثيثة للحاق بالركب العالمي 

ليس غريباً أن يحتضن بلدنا في سنوات لاحقة بطولات دولية وقارية في ظل إصرار على التواصل والاستفادة من تجارب شقيقة وصديقة حظيت بتنظيم المونديال لمختلف الفئات مثل قطر والسعودية وتونس والإمارات وتركيا وإسبانيا وغيرها اليس كذلك