علي حنون
الخوض في أي موضوع يتعلق بشؤون فريق نادي الميناء ورحلته في دوري نجوم العراق لكرة القدم، يجب أنُ يجري في باحة ملؤها الشفافية وتٌؤطرها المسؤولية المهنية ويُعضدها الأنصاف، ذلك أننا جميعاً نعي ما يواجهه الفريق من حواجز جمَّة وأن حال (السفّانة) في أول نسخة على طريق تطبيق عدد من معايير الاحتراف، هي ليست الأفضل بل إن أحداً لم يتوقّع له ظهوراً مُغايراً لذلك من المنطقي وصفها بالمشوار الأصعب فنياً في إثر أعراض المعاناة، التي تلازمه بعدما ضربه (الاحتباس) الفني قبيل انطلاق بطولة دوري نجوم العراق والذي دفع بالجهاز الفني السابق المسؤول عن إعداد التشكيلة الزرقاء للمشاركة في المسابقة، إلى المُغادرة بعدما تقطَّعت به سبل العودة إلى جادة تصحيح المسار، ما جعل عديد النقاد والمتابعين يضعون ملف قبول الجهاز الفني الحالي، الذي يقوده القدير حسن أحمد ويساعده المثابر المجتهد ناصر طلّاع في خانة نكران الذات والمُخاطرة في ذات الوقت بمكانته وسمعته نظير قبوله مهمة قيادة الميناء في مُواجهات (مُتلاطمة) الحواجز والنتائج.
ولأن الفريق البصري العريق، الذي خلق لذاته - مرتكزاً على ماضيه التليد - جماهيرية واسعة ليست مقتصرة على عشاقه من أبناء البصرة، يعيش حالياً واقعاً مُؤسفاً رُسمت معالمه في أتون فاصلة حرجة، فإنه وعطفاً على تلك المكانة المُعطرة بأريج الأمس الأفضل، علينا التعاطي مع كل الإرهاصات، التي يُواجهها الفريق ورحلة المد والجزر، التي تُرافق مشواره، برؤية مدادها الشعور بمعاناة الميناء، الذي ورغم الجور الكبير، الذي طاله، فإنه نجح بإصرار شبابه وحنكة جهازه الفني، أن يثبت وجوده بين فرق المسابقة..علينا وعندما نأتي على ذكر لـ(السفانة) أن يتقدم إنصافنا حكمنا ورؤيتنا لتكون وجهة نظرنا عادلة ورأينا سديداً في أي حكم نطلقه وأي وجهة نظر نَحتكم إليها.
بلا ريب، أن رياح كرة القدم ليست بذات الشدة وذات الاتجاه على مدار الوقت، من هنا علينا أن نتوقع تعثراً هنا أو نتطلع لظفر هناك وهذه هي منطقية كرة القدم، لكن الأكيد في شأن الميناء هو أن الظروف القاهرة، التي جارت عليه خلقت منه فريقاً شبابياً إذا لم يسر في هذه الفترة على طريق التوفيق باستمرار، فإنه يقيناً سيكون من الفرق، التي يُحسب لها الحساب في الموسم القادم..وكما اتفقنا على معاناة الفريق هذا الموسم والتي ربما تجد في قادم المحطات بعض الحلول من خلال الإضافات الجديدة، التي ومع أنها لن ترتقي إلى الدرجة المميزة، لكنها سَتكون إحدى المُعالجات الراهنة المطلوبة في هذه المرحلة، ومع اشتداد بأس (السفانة)، فإن اليقين أن الميناء سيكون أحد الأقطاب الكبيرة في الموسم القادم وكما وعد المدرب حسن أحمد من خلال التوليفة التي ستكون حاضرة في حال بقاء الفريق في لائحة دوري النجوم، إذن ما علينا سوى الوقوف داعمين لفريق يُمثل أحد أركان الأندية الجماهيرية في المسابقة العراقية، من خلال أخذ جملة من الاعتبارات بعين الإنصاف عند الإشارة والنظر إلى صورة عطاء لاعبيه في هذه المحطات، وأن لا نجور عليه طالما أن غايتنا الأولى والأخيرة هي التقييم من أجل التقويم.