عمار جمال: عشقي للتصوير كان فطريًا وحاتم حسين أخذ بيدي

ثقافة 2023/12/25
...

  بغداد: محرر سينما

عشق الكاميرا منذ طفولته وتعلّق بها، عمار جمال المولود في بغداد 1967 تتلمذ على يدي مدير التصوير المخضرم حاتم حسين قريبه وعرابه، درس السينما في ألمانيا، وتدرب في استوديوهاتها، فحصل على دبلوم عال من أكاديمية السينما الألمانية (بودستام)، عاد بعدها إلى العراق عام 1996، لكنه لم يجد أيَّ حاضنة لإنتاج الأفلام، فكان عليه الانتظار حتى العام 2003 ليصور عشرات الأفلام الوثائقية والروائية القصيرة والطويلة، يومذاك تحول العراق إلى بؤرة الحدث، أبرزها : " ابن بابل"(2009)، و" المسرات والاوجاع"(2014)، و"يد امي" (2022)
سينما (الصباح) حاورت جمال وسألته عن " الومضة الأولى التي أوقعته في حب الكاميرا" قال: عشقي للتصوير كان فطريًا، اذ استهوتني الكاميرا الفوتوغرافية، التي كانت في بيتنا، كما في معظم البيوت البغدادية، يومئذ كنت أحملها، على الرغم من جهلي باستخدامها، وكم كنت أتمنى التصوير بها، وكنت أضعها في فراشي، وأنا ابن ست سنوات، وكان نوعها "كيف جيتري" روسية الصنع، وهي من الكاميرات المعقدة، ثم اقتنيت كاميرا "البولو رايت" (الفورية) البسيطة، التي لا تحتاج إلى مجهود لمعرفتا وقتها كنت في العاشرة"، ومن وجهة نظره، فإن الحدث الذي غير حياته، هو " زيارته إلى مواقع التصوير لمشاهدة استاذه وقريبه مدير التصوير الراحل حاتم حسين، وهو يصور أفلامًا سينما، إذ كان الشاب الصغير جمال يراقب الكاميرا والإ ضاءة، بل حتى طريقة التعامل مع الفيلم الخام، وادارة الفنيين، واضاف : " كان أمامي خياران؛ أما إن استمر بدراستي التقليدية، أو اتجه إلى هوايتي الاثيرة. لم أحتج إلى وقت طويل، فحسمت أمري باتجاه الكاميرا، على الرغم من خيبة أمل أهلي"
تحدث جمال كيان عن أول مشهد صوره بكاميرا سينمائية نوع (اري فليكس)، فقال " كان ذلك في أكاديمية السينما الألمانية قسم التصوير السينمائي في بوتسدام، وقتها كنا طلابا متدربين، فاستخدمت الفيلم الخام (رقوق السيلو لايد) حيث انتابني شعورا ممزوجا بالخوف والترقب والقلق، وأنا مقبل على تجربتي الأولى، تحت إشراف أساتذتي الألمان الصارمين، وضعت عيني على مرقب الكاميرا وضغطت بثقل رأسي على المرقب، وكنا قلقين جدا، ثم دخلنا المختبر، فظهرنا الفيلم وطبعناه، وكانت النتيجة مرضية، فتنفست الصعداء".
احترف عمار جمال التصوير السينمائي في العام 2007، ومنحه الراحل حاتم حسين توصيف " مدير التصوير" بعد ما قدمه إلى دائرة السينما والمسرح، قائلا: "من كان يبحث عن حاتم حسين، فهذا النسخة المطورة منه"، لتتحقق نبوءة هذا الأستاذ الكبير، اذ تكلل جهد 17 عامًا من الدراسة والعمل في خارج العراق وداخله بإنجازات بارزة في حلقي التصوير الفوتوغرافي والتجارب السينمائية، لتكرسه واحدا من أهم مديري التصوير في بلادنا.
تأثر جمال بملهمه مدير التصوير حاتم حسين، الذي لم يكن قريبه وحسب انما: " كان معلما ومربيا، اذ لم يبخل عليَّ بأي معلومة، وفتح لي خزائن خبرته، فهو عرّابي أفخر به دائمًا وأبدا، وأتشرف بكوني واحدًا من تلاميذه".
صور صاحب "الى بغداد" أفلامًا كلاسيكية (السلويد) وتعامل مع مخرجيها، وكان آخرهم محمد شكري جميل، كما خاض تجربة التصوير الرقمي، وحين سألناه عن الفرق بين التجربتين أجاب: "لا يوجد اختلاف تقني كبير بين النوعين، إنما التصوير بالفيلم الخام (رقوق السيلولايد) هو الأساس والقاعدة الرصينة للتصوير الرقمي، لأنه يدرب المصوّر على الدقة، وحساب اللقطة المدروسة، فالنتائج لا تظهر، إلا بعد الطبع والتظهير في المختبر، على العكس من الرقمي، فهو بسّطَ عملية التصوير، وقلّلَ من كلف الإنتاج والأخطاء، اذ صار بالإمكان تصحيح الأخطاء في زمن التصوير، وأيضا ساعد على انتشار التصوير بشكل كبير".
استوضحنا من مدير تصوير" المسرات والأوجاع" عن الآفاق الواسعة، التي منحها التصوير الرقمي لصناع السينما، فردَ: " التصوير الرقمي أثّر بالإيجاب على صناعة الأفلام، وبالتحديد في إضافة المؤثرات البصرية إلى الصورة، وقلل الكلف الإنتاجية، فمثلا تصوير علبة صغير تحتوي على شريط (سلويد) سلبي بطول 144 مترا، تحتاج إلى أربع دقائق ونصف، بينما شريحة رقمية صغيرة بحجم حبة "الشكولاتة" تتحمل ساعة تصوير، وهي تفرغ وتعاد حسب الطلب" ويفصل عمار جمال أهمية التصوير الرقمي، واصفًا إياه بأنه ثورة على كلف الإنتاج العالية، كما أنه سهّل العمل في هذا المجال الذي كان يحتكره المتخصصون .
واستفهمت صفحة "سينما" عن المشكلات التي تواجه مدير التصوير في العراق؟ فأجاب  مدير تصوير" وراء الباب" نعاني من غياب البنية التحتية (الكاميرات، والعدسات ومعدات الإضاءة، والاكسسوارات، ما يؤثر في التصوير، فضلا عن قلة الفنيين المتمرسين، على الرغم من وجود أعداد كافية منهم في التلفزيون، لكن علينا التفريق بين الفني السينمائي والتلفزيوني.
سألت سينما " الصباح" عمار كنان عن آخر اعماله، قال: " انجزت قبل أيام فيلما روائيا قصيرا، عن القضية الفلسطينية للمخرج الايراني فرشاد نوربور.