د عدنان لفتة
فتح اعتراض نادي زاخو ضد نادي الشرطة بابا لا ينتهي من الشكاوى والاحتجاجات بين الأندية، بشأن عملية إشراك لاعبين محترفين من دول خارج تصنيفات القبول للائحة دوري المحترفين العراقي.
لجنة الانضباط في الاتحاد عدت الشرطة خاسرا أمام زاخو، وقيادة الاتحاد تلقت استئنافا من إدارة الشرطة ضد القرار رافضة تقبل الخسارة، والأندية الأخرى استثمرت القصة لتبدأ اعتراضاتها: الحدود ضد دهوك، والكرخ ضد زاخو، ونفط الوسط هو الآخر تقدم بالاعتراض، حال كهذا سيجعل المسابقة في دوامة من الشكاوى المسيئة لصورتها وجمالها الذي أشاد به القاصي والداني.
ويقينا أن لجنة الاستئناف ستلغي قرار لجنة الانضباط بخسارة الشرطة أمام زاخو وتعيد نقاط المباراة إليه، فقد تعودنا عدم صمود وبقاء أي قرار انضباطي أكثر من بضعة أيام.
الاتحاد كان عليه حسم الأمور بطريقة ذكية وإبعاد اللغط والجدل عن خططه بشأن موضوع المحترفين، وهو لم يحسن التصرف في القضية أساسا، إذ إن خطوة الاستعانة بمحترفين من دول متقدمة في التصنيف الكروي خطوة إيجابية داعمة لكرتنا ودورينا، لكن توقيت تنفيذها يحتاج إلى قراءة دقيقة، فمن غير المعقول اتخاذ القرار بعد غلق سوق الانتقالات، ومن غير المقبول عدم إفهام إدارات الأندية بهذه النقطة الجوهرية، ومنحها الوقت الكافي للقيام بحيثياتها.
الاتحاد كان عليه إرجاء تطبيق هذه النقطة إلى الموسم المقبل، وجعل الموسم الحالي الأخير في قبول احتراف لاعبي الدول المتأخرة كرويا.
ثم إن الاتحاد وضع نفسه في مأزق قانوني، وإلا كيف تم تسجيل اللاعبين في قوائم الأندية إذا كانوا خارج درجات التصنيف المقبول.
السؤال الآن: ماذا على الاتحاد القيام به للخلاص من الأزمة؟ فهو لا يريد تصعيد شكاوى الأندية إلى جهات دولية ومحكمة كاس، ويأمل حسم القضية محليا وبترضية كل الأطراف ذات العلاقة.
الإجراء بإلغاء خسارة الشرطة، وتأجيل تطبيق فقرة المحترفين الأكثر جودة من دول ذات تصنيفات متقدمة إلى الموسم المقبل، لإنهاء سلسلة الشكاوى والاعتراضات التي بادرت إليها الإدارات في الساعات القليلة الماضية.
نجاح دوري المحترفين يجب أن يتواصل، فالاتفاق بين أغلب الأطراف على أن تطبيق جميع المعايير الاحترافية في النسخة الأولى، يكاد يكون محالا في ظل التحولات الحاصلة من دوريات الهواية إلى دوري احترافي على سكة صحيحة. نحتاج إلى الوقت لإنضاج التجربة وتطبيق الشروط اللازمة التي ترقى بالبطولة تنظيميا وفنيا، ولابد من تعاون جميع إدارات الأندية مع الاتحاد لغرض الوصول إلى أعلى درجات النجاح وعدم وضع التعقيدات أو إثارة المشاكل والأزمات.
الاتحاد أسهم في دعم الأندية ماليا، والكرة الآن في ملعب الإدارات لإكمال جميع الشروط وردم كل الثغرات الكامنة في عملها، والمبادرة إلى إجراءات إدارية متسارعة لتحديث أجهزتها، والاستعانة بالكفاءات والخبرات المتخصصة في مختلف المجالات، لتحقيق مبادئ الإدارة الاحترافية الداعمة للتطور، والسائرة على نسق علمي ممنهج يدعو إلى رؤية المستقبل، ويحرص على بلوغ أعلى مديات التطور المنشود.