مدربون في الذاكرة

الرياضة 2023/12/31
...

كاظم الطائي
حظيت أسماء الكثير من المدربين بالشهرة والتميز، ولم تغرب عنهم الأضواء والأخبار والمتابعات حتى بعد اعتزالهم، لما تركوه من رصيد واضح في حصاد الإنجازات والبطولات والبصمات المؤثرة في رحلتهم الرياضية، بالرغم من أن الجماهير لها آراء متباينة تنشد الفوز الدائم ولا ترتضي أن يخسر فريقها تحت أي ظرف أو تسويغ.
على مستوى العالم، أي بصمة تركها المدرب زاغالو البرازيلي بفوزه مرتين بكأس العالم في أعوام 1962 و1970 ولاعبا بقميص بلاده في 1958 مع الأسطورة الراحل بيليه في تلك النسخة.
وترك آخرون سيرهم الرائعة في محيط ملاعب العالم وخارجها؛ سيزار مينوتي وبوشكاش المجري وهيلموت شون الألماني ودون ريفي الإنكليزي وكرويف الهولندي وبيكنباور الألماني وكارلوس البيرتو بيريرا والسير فيرغسون وانشيلوتي ومورينيو وسكولاري وديل بوسكي وديشان الفرنسي وفان غال الهولندي وغوارديولا وغيرهم.
لم تكن مسيرة هؤلاء مفروشة بالورد والياسمين، ولم يكن الفوز حليفهم كل وقت، فقد مروا بمراحل عصيبة وتعرضوا للنقد وتلقوا هزائم ومنيت منتخباتهم وأنديتهم بخسارات عديدة، لكنهم كانوا أكثر خبرة في الاستفادة من تجارب الربح والخسارة بتحقيق إنجازات يركن لها في معادلات المقارنة مع غيرهم، وما تركوه من رصيد ضخم في ملاعب الكرة .
محليا مئات المدربين قادوا أنديتنا ومنتخباتنا منذ دوران الكرة في ملاعبنا قبل عقود طويلة لغاية اليوم، من المحليين والعرب والأجانب، لكن من بقي في ذاكرة الناس وأهل اللعبة اليسير منهم، تبعا لما حققوه من إنجازات وقطاف وبصمات لا تنسى، وهي إن لم تكن الأكثر لمعانا ونجومية، فإنها تحظى بالنسبة الأكبر من الذاكرة الجمعية.
من أبناء بلدنا تتميز رحلة المدربين إسماعيل محمد ومحمد نجيب كابان الأب الروحي لكرة نادي الشرطة وصيف الأندية الآسيوية في العام 1071 في تايلند، وعادل بشير صاحب إنجاز بطولة العالم العسكرية في العام 1072، وعبد الإله محمد حسن أيقونة كرة القوة الجوية، وعموبابا بطل دورات الخليج 3 مرات، وعبد الرحمن القيسي أبو عوف مدرب البريد في عصره الذهبي، بتشكيلة ضمت فلاح حسن وكاظم وعل وفليح حسن، وأعمدة منتخب الشباب الفائز على منتخب ألمانيا الديمقراطية بثلاثية بيضاء، سجلها الراحل لاعب الديوانية فالح عبد حاجم، بقيادة المدرب الروسي يوري، وقد أنشد أبو عوف جملته ردا على مغادرة أبرز لاعبيه لمنتخب الشباب آنذاك:
أنا الربيت واليوري يروحون
ومن مدربينا الذين يتذكرهم جمهورنا حينما يقلب أوراق الأمس، العديد من الأسماء المحلية.
ومن الأجانب الأسكتلندي داني ماكلنن ورايشلت وابا اليوغسلافي وزيكو البرازيلي وكاتانيتش، وآخر  الركب الإسباني خيسوس كاساس الذي أشار له قبل أيام رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في زيارته الأخيرة لإسبانيا، بأنه يحظى بالشعبية في العراق ليس بفوزه فقط ببطولة الخليج الغائبة عن خزائن كرتنا منذ العام 1988، بل لما تركه من أثر في ذاكرة الناس من تفاصيل عديدة تتعلق بتواجده في ملاعب العاصمة والمنتخبات وسعيه لبناء كرة عراقية مزدهرة قادرة على بلوغ مونديال أميركا وكندا والمكسيك في العام 2026 إن شاء الله، وتحقيق التوازن في التشكيلة، باستدعائه 12 لاعبا ممن يرتدون قمصان أندية عالمية في أوروبا وآسيا فضلا عن نجوم الدوري العراقي.
مهمة كاساس الجديدة تفصلنا عنها أيام في الملاعب القطرية لمنافسات القارة، فماذا ستكون الحصيلة يا ترى؟.