لماذا يفضّل الشباب الروايات المترجمة؟

ثقافة 2024/01/03
...

 بغداد: نوارة محمد


يرى قرّاء من الشباب تحديداً، أن الكثير من الروايات العراقية مسيّسة وتفتقر إلى التشويق والخيال، وأن الروايات المترجمة هي الأجدر بالقراءة لوجود مساحات حياتية واسعة. الكثيرون من أصحاب هذا الرأي يميلون إلى اعتبار أن الرواية العراقية صعبة اللغة ولا تمنح القارئ تجربة حياتية غنية.

وتقول رنا علي: حاولت قراءة روايات عراقية مروج لها عبر منصات التواصل الاجتماعي «الفيس بوك»، إلا أنني شعرت بالصدمة تجاهها بلغتها المعقدة وبعدها عن الواقع، وقررت عدم تكرار التجربة. 

وتضيف أن «الرواية العراقية عنيفة، وتتحدث عن الطائفية والتاريخ السياسي الحديث والدكتاتورية، أو حروب «داعش» الإرهابي وهذا الأمر يزيد من البعد عن قراءة هذه الأعمال، فضلا عن افتقار الكثير من هذه الروايات للاسلوب الجيد والخيال الواسع».

وتابعت: أحب قراءة الروايات المترجمة، لأنها سهلة اللغة ومتعددة العوالم، وفيها تشويق وخيال جامح، كما أنها متصلة بواقعنا الإنساني والتجارب الحديثة.

أما عبد العزيز فاضل، وهو طالب ماجستير فقد وصف الرواية العراقية بالمستهلكة، كما قول «الكثير من الروائيين العراقيين يكثرون من الحديث عن السجون والتعذيب وزمن الدكتاتورية والحروب والاحتلال، ولايملكون أيَّ شيءٍ جديد، كما أن منهم من يفتقر إلى التجربة الحياتية وتوجد قطيعة بينه وبين الحياة العصرية».

ورهف عباس، هي أيضا تنتقد مواضيع الرواية العراقية، وتقول: لا يمكنني قراءة عمل محلي والوصول إلى الصفحة خمسين، بينما الرواية المترجمة، تجعلني أمضي الوقت معها حتى ساعة متأخرة. 

وتعتقد رهف أن الرواية يجب أن تكون مشوقة، ولها صلة بالحياة التي نعيشها الآن، كما تتابع إن «الكثير من الكتاب منغلقون على أنفسهم ويعانون من قلة خزينهم المعرفي، وأعتقد أنهم لا يتابعون الروايات الأجنبية». 

وتضيف: أظن أن هناك فرقا شاسعا بين طريقة تفكير الروائي العراقي وبين فن الرواية نفسه، لذلك نجد الاختلاف واضحا بين الرواية العراقية وأساليب الكتابة في العالم.

ويتفق ابراهيم البياتي على أن موضوعات الرواية العراقية في الأغلبية هي غير مستساغة، وأيديولوجية بامتياز، وحتى الروايات التي نالت جوائز تفتقر للتشويق، ولا يمكنها أن تكون مقبولة لعدد واسع من القراء.

ويرى ابراهيم أن الأدب العراقي – في الأعم- مصاب بعقدة السياسة والزمن الدكتاتوري، وهذا الامر وراء ندرة انتشاره، وحتى لو حاول الخروج من هذا القالب، فأنه حتما سيقع في الخطاب الفكري والثقافي الضيق، بحسب رأيه.