بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
من أجل تنمية الذائقة الفنية لطلبتنا، شرّعت المديرية العامة للتربية الرياضية والنشاط المدرسي وحدة الفنون الموسيقية كمنهج جديد يتبع في المدارس، يهدف إلى تحسين قدرة الطلاب من جهة ويساعدهم على إبراز مواهبهم وتفريغ طاقاتهم السلبية من ناحية أخرى، حول هذا القرار الذي تمت الموافقة عليه من قبل الوزارة استطلعت صفحة {موسيقى} آراء المختصين والأكاديميين وأصحاب القرار.
اذ أشار المتحدث الرسمي لوزارة التربية كريم السيد إلى أن الفكرة تتمحور حول إعطاء الاهتمام في هذا العام للفنون، منها التشكيل والمسرح والسينما والفنون الأدبية وغيرها، كما شرعت بفتح معاهد جديدة من شأنها دعم هذا الجانب الذي بدوره يهدف الى تنمية الذوق الفني لدى الطلبة.
واضاف السيد، الوزارة لديها ملاكاتٌ متخصصة من خريجي المعاهد والكليات المعنية، فضلا عن الاستعانة بالأسماء الفنية اللامعة في الساحة العراقية من الموسيقيين والملحنين والمطربين والعازفين، والاستفادة من خبراتهم الابداعية التي من خلالهم نكتشف المواهب ونغذيها بشكل أساسي، ونضعها على السكة الصحيحة.
أهمية الموسيقى ودورها
عميد كلية الفنون الجميلة الدكتور مضاد الأسدي أوضح أن الإنسان جسدٌ وروحٌ ومثلما يحتاج الإنسان الى الطبيب لمعالجة الجسد، فإنه يحتاج إلى الموسيقى لمعالجة الروح، والموسيقى خير غذاء للروح، وتخلق توازنا كبيرا في الشخصية وخصوصا في مراحل تأسيسها الأولى، فهي لا تنمي ذائقة الفرد فحسب، بل هي تزيد من مساحات الحب والسلام في المجتمع، وتقلل من مساحات التوتر والكراهية والانتقام، نحن كأكاديميين نرحب بقرار الوزارة والتركيز على أهمية الموسيقى والفنون الأخرى ودورهما الفاعل والإيجابي، وندعم متطلبات نجاح هذا الفن الراقي والجميل .
اما رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين الدكتور كريم الرسام فقد أكد أن دخول الموسيقى ضمن مناهج وحصص وزارة التربية موضوع مهم، ويجب أن يبدأ من رياض الأطفال وحتى الصفوف المنتهية، لما للموسيقى من أثر في تنمية الذائقة السمعية للطالب مما ينعكس على بناء شخصيته، فدرس الموسيقى لايقل شأنا عن الدروس الأخرى، ونحن كفنانين نشد على أيادي واضعي المناهج في وزارة التربية ونرحب بهذا القرار الصائب.
تجربة عراقيَّة ناجحة
من جهته، قال الموسيقي سامي نسيم :" للدرس الموسيقي أثرٌ نفسي ٌّمريحٌ بالغ الأهمية للتقبل والتفاعل مع المناخ الدراسي بشكل عام وتفعيل العامل النفسي فيه بواسطة المرح والتفاؤل والاندماج، الذي تقوم به هذه الفعاليات الفنية والرياضية، لذا فإن خطوة وزارة التربية متفقة مع النسق التربوي في العالم من حولنا، مشيرا إلى التجربة العراقية الناجحة في هذا المجال وهي مدرسة بغداد للفنون التعبيرية، منذ فترة ليست بالقصيرة أظهر طلبتها تميزا في المجال العلمي والموسيقي الأكاديمي، فتجد منهم الطبيب والمهندس المتفوق ويعزف كذلك في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية وفرق أخرى، وهذا فيه دلالات كبيرة على نجاح الحافز الفني مع التربوي لخلق طالب متسلح بالعلم والفن الحقيقي والثقافة الرفيعة".
تربيَّة وفلسفة
اما عازف العود كرم ثامر فهو يرى أن الموسيقى تربية وفلسفة من شأنها أن تهذّب الطالب وتفتح أفكاره ليتأمل هذا العالم، ويكون أكثر إدراكاً للجمال، وهذا ليس غريبا، فالموسيقى لطالما كانت رفيقة للفلاسفة والعلماء والحكماء العرب والمسلمين، منهم الكندي والفارابي وزرياب وغيرهم ممن كان لهم تأثير مهم في تاريخ العرب والعالم.