علي حنون
مع بدء العد التنازلي لانطلاق بطولة كأس آسيا، التي تُضيفها قطر، بدأت معها تطلعاتنا جميعاً لأن تأتي مشاركة منتخبنا الوطني فيها زاهية بالألق وإصابة التوفيق وتحقيق النتائج الإيجابية، التي ستكون البلسم الذي يُداوي جراحات عشاق أسود الرافدين، الذين تبقى أنظارهم شاخصة باستمرار عند بوابة كل مشاركة لمنتخبنا الوطني بانتظار فرحة تُشكل ابتسامة مطلوبة لرسم خارطة فلاح جديدة لأسودنا..ولعل مُؤشر الأمنيات ارتفع في الأيام الأخيرة مع إعلان مدرب منتخبنا الوطني تشكيلة الأسود للمُعترك القاري بعدما وقف الجميع على جدية التفكير في أن يتعدى وجود كرتنا الوطنية في نسخة قطر تسجيل الحضور، وتذهب الجهود إلى نقطة أبعد من ذلك وأن تكون المُشاركة - هذه المرة - مُجدية أكثر وتأتي الرحلة مُثمرة مُحملة بالنتائج الإيجابية.
ولن نُخالف المنطق حين القول إنَّ منتخبنا الوطني استهل مع كاساس رحلة مُغايرة ستكون فيها النتائج الإيجابية العنوان الأبرز ومنه تنطلق عناوين فرعية تصب جميعها في رافد استعادة كرتنا الوطنية لهيبتها، ذلك أن مُعطيات إمكانية إصابة التفوق في هذا الاستحقاق هي موضوعة قائمة وهذه الخطوة هي الأولى على طريق اختبار نجاح عملية التخطيط، التي وضعها الاتحاد وشَيّد في طريقها جسور الاستدامة، التي ستكون المعين، الذي يستمد منه أبطالنا أسباب التفوق والفلاح..ربما كانت ولموجبات واقعية الخشية حاضرة في رؤى وأفكار ثلة من المُتابعين والمعنيين، نظير الاختبارات المُتواصلة للمدرب الإسباني وعدم استقراره على تشكيلة بذاتها، لكن ومع توالي المباريات أدرك من كانت الضبابية تُؤطر تفكيره، المغزى الحقيقي من وراء نهج كاساس، حيث تعززت القناعة بأنَّ الغاية كانت خلق قاعدة تضم 50 لاعباً جميعهم مُؤهلون لتمثيل المنتخب الوطني متى تطلب الأمر.
الآن، باتت الصورة واضحة وأمست القائمة التي تخضع حالياً لمعسكر تدريبي في الإمارات قبيل انطلاق البطولة القارية في أوج تأهبها وصار الجميع يقف على قناعة بأن الظفر معقود على همة نجومها، الذين يُمثلون توليفة هي الأنسب والأكثر جاهزية لحمل مسؤولية تمثيل الكرة الوطنية في هكذا استحقاق..ففي مُنافسات تُصنّف على أنها الأهم في القارة الصفراء، لا يعنينا من يتواجد من اللاعبين بقدر ما يهمنا جاهزية من تضمه القائمة، فالأفضل هو من يستحق التواجد ويتقدم اللائحة، وبنظرة سريعة يُمكننا القول إن التشكيلة التي تحتضن الوجوه، التي تبلغ درجة استعدادها مرحلة مُتقدمة، هي الأفضل منذ سنوات خلت ويُسندها في ذات الوقت عديد الأسماء البديلة، التي ستكون مُتاحة للجهاز الفني وهذه - يقيناً - هي الثمار التي نبحث عنها من أجل تصحيح المسار وكسب التفوق سواء في هذه البطولة أو في الاستحقاقات القادمة.
أيام، ويرفع الستار عن مشاهد العرس القاري ويتأكد على منصته جودة المشهد العراقي في الصراع الآسيوي الأبرز، أيام ونكون إزاء رحلة جميلة لكرتنا الوطنية ستأتي بفضل كل الجهود مُزدانة برونق الأداء، الذي تُرافقه إن شاء الله، النتائج الجيدة لتكون ثماراً لخير غرس شرع به في محطات العمل الماضية ..ثقتنا باتت مع حجم ونوعية الإجراءات التي اتُخذت سواء من قبل إدارة المنظومة أو من قبل الجهاز الفني، كبيرة في قدرة منتخبنا على تقديم الصورة واجتياز حواجز مجموعته الرابعة، التي تضم منتخبات كل من اليابان واندونيسيا وفيتنام ويقينا أنها ليست بالمهمة الصعبة مع وجود كذلك الدعم الإعلامي والجماهيري واللذين سيكونان خير دافع معنوي يَشد من أزر أسودنا في ملاعب الدوحة.