الحلة: محمد عجيل
بغداد: حيدر كاظم
أفصح متخصصون كرويون عن أهمية المواجهة الودية لمنتخبنا الوطني لكرة القدم أمام كوريا الجنوبية، التي انتهت بفوز الشمشون بهدف واحد مقابل لا شيء، بغض النظر عن النتيجة، لما للمباراة من فوائد كبيرة للاعبينا قبل افتتاح بطولة كأس آسيا.
وذكر اللاعب الدولي السابق حيدر عبد الأمير لـ(الصباح الرياضي)، أن فريقنا حصل على فائدة كبيرة من مواجهة كوريا الجنوبية بعيدا عن نتيجة الخسارة التي كانت متوقعة عطفا على الفوارق الفنية والبدنية بين الطرفين، مضيفا أن أداء الشمشون مقارب جدا لمستوى المنتخب الياباني الذي سيكون العقبة الأكبر في مرحلة المجموعات، وبالتالي فإن الجهاز الفني بقيادة كاساس اطلع على مستويات عناصره وأصبحت لديه رؤية واضحة بشأن التشكيلة والطريقة المناسبة لإيقاف خطورة الساموراي.
وتابع أن أهمية المباراة تكمن أيضا في تعزيز الجانب النفسي للاعبين، لا سيما أن هناك عددا من الأسماء لا تمتلك الخبرة الكافية في خوض المباريات الكبرى، كما أن القائمة تضم أيضا بعض العناصر التي تمثل المنتخب لأول مرة مثل منتظر ماجد.
بدوره تحدث مدافع منتخبنا الوطني السابق سعد عطية قائلا: إن الدقائق الأولى من المباراة شهدت تفوقا واضحا لفريقنا الذي أخطر مرمى كوريا في العديد من المناسبات، ولكن من دون ترجمة الفرص إلى أهداف، وبعدها تراجع منتخبنا إلى الخطوط الدفاعية بغية غلق المساحات.
وأضاف أن طريقة اللعب بالاعتماد على الكرات الطويلة لم تكن حلا لطرق المرمى الكوري، وعلى المدرب اعتماد أساليب حديثة لمباغتة الخصم، مبينا أن منتخبنا يعاني هجوميا بسبب غياب صانع الألعاب المسؤول عن إيصال الكرة لخط المقدمة، وهناك صعوبة كبيرة في طريقة الانتقال من الدفاع للهجوم، وبناء اللعب.
وأكمل عطية أن المباريات الودية تختلف كثيرا عن الرسمية، لكونها تعد تحضيرية وذات أهمية كبيرة للجهاز الفني الذي من خلالها يتعرف على ملامح التشكيلة الأساسية والطرق المناسبة لمواجهة الخصوم، على أمل أن يظهر منتخبنا بأداء أفضل في مباراة إندونيسيا التي تعد بوابة لبلوغ الدور الثاني.
إلى ذلك، وجد مدافع منتخبنا الوطني السابق سلام هاشم أن “تجريبية أسود الرافدين يمكن أن تكون البداية الحقيقية للفريق، بغية تقديم الأفضل إذا ما أحسن الملاك التدريبي تدارك الأخطاء وإيجاد البدائل في عدد من مراكز المنتخب”، مشيرا إلى أن “ الخسارة ربما تكون مفيدة في حالة توظيف قدرات اللاعبين المهارية بالشكل الصحيح، لاسيما أن السواد الأعظم منهم يمتلك هذه المواصفات التي لم تظهر في المواجهة الأخيرة «.
وشدد على أهمية “ الاستقرار في التشكيل وإيجاد لغة خططية مشتركة بين اللاعبين في تطبيق الواجبات، تسهم في تنسيق جهود اللاعبين في الملعب، وفي الوقت نفسه بات لزاما على المدرب كاساس تصحيح الهفوات ومنها الأخطاء الدفاعية التي ظهرت في لقاء كوريا الجنوبية، إلى جانب رفع درجة التعاون مع حارس المرمى بالشكل الذي يجعله يشعر بالثقة العالية في أنه يقف خلف لاعبين شجعان منظمين ومتفاهمين.»
وطالب هاشم في نهاية حديثه بـ”استبعاد الأسماء التي نضب عطاؤها الفني، لاسيما التي أشار الجمهور والمتابعون إليها منذ فترة ليست بالقليلة».
من جانبه أشار الصحفي والكاتب د. كاظم العبادي إلى أن مواجهة كوريا كشفت عن واقعنا الحقيقي ومستوى كرتنا، وعلى الشارع الرياضي ألاّ يذهب بعيدا بأحلامه وتوقعاته، وألاّ يطالب اللاعبين بأكثر من طاقتهم، لا سيما أن فريقنا في مرحلة البناء والإعداد تحت قيادة كاساس.
وأردف أن منتخبنا ما زال ضمن لائحة الفرق القوية في القارة، إلا أنه بعيد جدا عن مستوى اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران والسعودية، وأمامه الوقت لبلوغ القائمة المتصدرة لآسيا، وهو يحتاج إلى المزيد من الدعم وإبعاد الضغوطات لتحقيق الهدف المنشود.