هوليوود تهتز في العام 2023

ثقافة 2024/01/08
...

علي حمود الحسن

كل عام وصناع السينما في بلادنا والعالم بخير، وهم يجمّلون عالمنا القبيح والقاسي بالجمال ولو لبضع ساعات، سنة مريرة مرت ختامها عنفا ودماءً وانكسارا انسانيا بعد قيامة غزة، وأخرى قادمة لا نملك إلا أن نستقبلها بالأمل وإن كان ضئيلا.. وبحلول العام 2023 يكون عمر السينما الآن 128 عاما من الاحلام، منذ أن صوّرت كاميرا الأخوين لوميير أفلاما قصيرة، لا يتجاوز زمن الواحد منها (46) ثانية، معظمها عرضت في باريس، وقد تبدو مفارقة أن مخترعا فرنسيا يدعى لوي لو برينس، هو أول من صنع فيلما سينمائيا متحركا. بشهادة معظم مؤرخي السينما، لكنه لم يحظ بشهرتهما.. استثمر هذان العبقريان اختيارهما إلى المدى الاقصى، يومئذ لم يتصورا أن ما يفعلاه فنا، وبحسهما التجاري أرسلا عيناتٍ من اختراعهما إلى كل البلدان من خلال رسل مدربين، ليولد هذا الفن الساحر   صامتا، ولم تنطق السينما، إلا في العام 1928 بفيلم مغني الجاز (شاهده البغداديون في سينما الوطني في العام 1933) .
شهدت السينما، الذي كان تطورها متسارعا بفعل الثورات التقنية، حدثا لا يقل اهمية عن نطقها، اذ توصل أحد الباحثين الى طريقة يمكن بواسطتها تلوين الفيلم، فكان "القرصان الأسود" 1926 بالألوان ليقرب السينما خطوات من الواقع، لم يستمر الوقت طويلا حتى اخترع التلفزيون ما أرعب منتجي السينما، الذين وجدوا في هذ الصندوق الصغير منافسا  يهدد صناعتهم، اذ الجمهور يشاهده وهو جالس امامه في بيته و"مجانا"، لكن الامر لم يدم طويلا حتى تجاوزت السينما التلفزيون واحتوته، بعدها بسنوات تشظت الشاشات، وظهرت المنصات الرقمية كمنافس لعروض السينما التقليدية، اهتزت مكانة صناعة السينما في هوليوود والعالم، لكنها  استطاعت تجاوز ذلك، وعاد انتاجها الى الهيمنة واكتساح شباك التذاكر، في الاشهر القليلة الماضية اضرب كتاب السيناريو البالغ عددهم 11500، مطالبين برفع الأجور وتحسين اوضاعهم، يساندهم عشرات الآلاف من الممثلين الثانويين وشغيلة السينما، الذين يعانون الامرين من تدني الأجور وتداعيات الذكاء الصناعي، الذي من خلاله يمكن الاستغناء عنهم، وذلك  بخلق شخصيات موازية تتمتع بأصوات مطابقة، بواسطة    برامج متقدمة، وعلى الرغم من موافقة الشركات الكبرى على مطالب كتاب السيناريو، إلا أن الاحتجاجات ما زالت مستمرة، وبحسب أحد المنتجين الكبار، فإن  أكثر من 75 % من صناع السينما مضربين عن العمل ما اوقف إنتاج الأفلام.
لكن هوليوود لا تعدم أن تجد مخرجا، فأنتجت أفلاما في العام 2023، أعادت للسينما الكلاسيكية هيبتها، بإيرادات تجاوزت المليار للفيلم الواحد على شاكلة: " اوبنهايمر"، و" باربي"، و" سوبر ماريو بروس".