بغداد: نوارة محمد
مؤخراً، أقيم في مقهى (قهوة وكتاب) ندوة ثقافية ناقش فيها كلٌّ من علي وجيه وحوراء النداوي أخر إصداراتهما المشتركة (واتساب عراقي) بحضور واسع.
وفي الجلسة التي أدارها الأكاديمي الدكتور ستار عّواد تحدث الشاعر والإعلامي علي وجيه، قائلاً: هو كتاب التفكير بصوت عالٍ، ناقشنا فيه موضوعات عانى منها عراق ما بعد 2003 بداية من مشكلات الهوية، مروراً بالسرد والشعر، وليس انتهاء بذاكرة الطفولة والأسرة في محاولة لخلق طيف جديد في التفكير الثقافي.
وتابع أن «الثقافة العراقية هي ثقافة صوت أحادي ومتن فردي، قّلما نجد كتباً بطابع الحوار الثقافي بين أدباء عراقيين، وعدد النماذج المكتوبة بهذه الطريقة يكاد أن يكون أكثر من نادر».
وتناول وجيه الذي صدر له “منفائيل”، و”سرطان” بأجزائه الثلاثة، ثم “أصابعي تتكلم جسمك يستمع”، و”دفتر المغضوب عليهم والضالين” و”الصوائت والصوامت”، و”الخوافت”، و”كتاب الكتابين”، وأخيراً “واتساب عراقي”، تجربة الاشتراك في الكتابة مع الروائية حوراء النداوي، وهو يضيف: أحبّ أن أناقش حوراء، لأسباب عديدة، منها، أننا نقفُ على طرفيْ الثنائيّات العراقية المختلفة من أدب الداخل والخارج، الذكورة والأنوثة، الشعر والسرد.
ويؤكد أن “العقل السرديّ المستند لقراءة مكثّفة للشعر، والعقل الشعري المستند لقراءة مكثّفة للسرد، يتوازيان في سياقات ويتقاطعان بأخرى، لكن الأمر أشبه بوجهيْ عملة معدنية، يكمّلان العقل الأدبي الإنساني الذي يستندُ على السرد ويلوّنه الشعر.»
تُعد صيغة أسلوب المراسلات بين الاثنين على امتداد 131 صفحة التي جسدت ذاكرة سياسة وثقافية عاشها الطرفان من الشعر إلى السرد كأهم ما مّيز الكِتاب، فالتحولات من خريف الثقافة العراقية إلى بريقها التي شهدها العراق والاستبداد والديكتاتورية وفوضى الأوليغاريشية بعد 2003، إذ عّدها الكاتبان من أهم الأحداث المفصلية التي استند عليها الكتاب.
في السياق ذاته ترى حوراء النداوي صاحبة رواية (تحت سماء كوبنهاغن)، ورواية (قسمت) المترجمة لهانس كريستيان آندرسن عن الدنماركية أن الكتب التي تثير تساؤلات وتقدم إجابات لأســئلة محــددة وضعــت لتوليــد المزيــد مــن الأســئلة، وتشــجيع التفكير النقدي، وهذاما تتمنى حصوله، بحسب النداوي، لتّحفز لدى قارئ هــذه الرسائل بعض التساؤلات وهــي إثــارة فضوله وإلهامه للبحث عــن إجاباتــه الخاصة.