* عدنان الفضلي
كُتيّبٌ صغيرٌ حمل عنوان "الأديب الصغير" الذي يحتوي مواد أدبية تُحاكي وعي الصغار والفتيان.
في هذا الكتيّب الذي صدر مرفقاً مع مجلة الأديب العراقي بمقدمة للناقد الدكتور علي متعب جاسم يعرف بها هذا الإصدار، إذ يقول في تلك المقدمة ما نصّه "كتابة الطفل ترث -عندنا -الكثير مما سبقها من كتابات وتستند إليها حتى أصبحت في عرف البعض أقرب إلى جنس خاص بالكتابة، والإشكال في ذلك أنّها لا تراعي المتغيرات .
إنَّ الطفل الان وتنشئته هو غير طفل الثمانينيات وهو غيره فيما سبقها أو لحقها من تحولات اجتماعية وأسريَّة، والأمر مصحوب بشيء أهم.
فثقافة الأسرة وطابع الفئة الاجتماعية التي ينمو فيها الطفل ليست واحدة، وقد أشار إلى ذلك المعنيون، ثمة بنيات اجتماعيّة ونفسيّة تختلف من مرحلة إلى أخرى ومن فئة إلى أخرى، وثمة طابع يختلف من مجموعة إلى أخرى من الاطفال، وفقاً لهذا المنظور لا بدَّ أن تختلف أيضا أنماط الخطاب الموجهة للطفل لكي تؤدي دورها".
في ذات الكتاب كانت هنالك شهادة تبناها د. سعد التميمي تحت عنوان "أدب الطفل والفضاء الرقمي" وهي محاولة لقراءة عميقة في أدب الطفل الذي تتبناه بعض المؤسسات معتمدة على التقنيات التكنولوجية، إذ يضع التميمي رؤاه ورؤى الآخرين في مستويات تكون شبه متوازية مع مقارنات تخصّه، إذ يقول: "في العقود الثلاثة الأخيرة استجدت تقنية جديدة لجأ اليها منتجو أدب الطفولة والمسوقون له تتمثل بالتقنية الرقميّة، التي فرضها العصر بما وصلت اليه التكنولوجيا من تطور رقمي من جهة وتطور قدرات الطفل في التعامل مع الأجهزة الرقمية من جهة أخرى، وتأتي أهمية هذه التقنية في صناعة أدب الطفل لما تقدمه من زخم في تنمية المهارات الرقمية للكاتب والطفل على حدٍّ سواء في الكتابة الإلكترونية لأدب الطفل بأشكاله المختلفة كالقصة الرقميّة، والقصيدة الرقمية فضلا عن الكتاب الإلكتروني، وكل ذلك يساعد في خلق بيئة تعليمية فاعلة تسهم في بناء شخصية الطفل وتعزيز قدراته الذهنية وخبراته المعرفية وذائقته الجمالية في مواجهة مستجدات المستقبل".
للنقد في هذا الكتيّب حضور خاص تمثل برؤية أخرى يكتبها الناقد علوان السلمان عن قصيدة الطفل وتداعياتها في تحليل سريع يصنف على أنه مجرد ملاحظات يختصرها السلمان بالقول: "كان الشعر ضمن المنهج الدراسي في مراحله الابتدائية كون المنهج وعاء المعرفة ولسان التربية .. فضلا عن أنّه المنظومة المعرفيّة والقيمة الذوقيّة التي تثري عقول النشء لما تتضمنه من معلومات متراكمة وبما استجد في آفاق التطور العلمي والإنساني ..ليشكل الاعداد والتوجيه والاثراء المعرفي للمتلقي بعيداً عن الايدولوجيا التي تفرض رؤيتها الضيقة مما يسلب المتلقي عقله ومن ثم عدم إشغاله
إبداعيَّاً".
الكتيّب حمل مجموعة من نصوص شعريَّة لعدد من الشعراء المهتمين بقصيدة الطفل، إذ شارك الشعراء جليل خزعل وعبدالرزّاق الربيعي ووسام العاني وفوزي الشنيور وجمانة الطراونة وحسين عطية .
وفي حقل من الكتيّب كان للقصة حضورها عبر عدد من النصوص كتبها كلّ من طلال حسن وشيماء المقدادي ورضا منتظر ونضال البزم.
وتضمن الكتيب مسرحية "قرقوز وآلة الزمن" للكاتب عادل درويش وهي مسرحية للأطفال، للفئة العمريّة(8 – 14) .
كما عاش الكتيّب مسرحية أخرى بعنوان (بيتكُ من زجاج) للكاتبة المسرحية منتهى عمران.
نصوص أخرى تضمنها الكتيّب منها نص (بائعة الورد) للكاتب محمد علي، ونص (هُدْهُد سبأ( للكاتبة حراء موسى، و (بلاد النخيل) للكاتبة رازان حسين.
وأختتم الكتيّب بحكم من التراث خالية من اسم كاتب .