د عدنان لفتة
تراهن المنتخبات العربية على عوامل الأرض والجمهور والأجواء المناسبة في الدوحة، لتحقيق اللقب السابع في البطولة، برغم الترشيحات الرائجة لمنتخبات القمة: اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا وإيران.
السعوديون سبق أن فازوا باللقب على أرض الدوحة عام 1988، وكرروا الإنجاز في ملاعب الإمارات عام 1996، ومنتخب قطر حامل اللقب توج بالكأس عام 2019 في الإمارات، وقبلهم جميعا افتتحت الكويت الألقاب على أرضها عام 1980.
الملاعب العربية كانت فألا طيبا للفوز بأربعة ألقاب آسيوية من مجموع الألقاب الستة السابقة، التي تحقق اثنان منها في شرق آسيا، عبر السعودية في سنغافورة عام 1984، والعراق عام 2007 أيام التنظيم الرباعي لماليزيا وإندونيسيا وتايلند وفيتنام.
هل لدى المنتخبات العربية تلك القوة والعنفوان للتفوق على عمالقة القارة؟ هل تقبل اليابان المصنفة الأولى بأن تخسر اللقب مرة أخرى، بعد انهيارها أمام قطر في نهائي النسخة الأخيرة قبل أربع سنوات؟ أيعقل أن يتقبل الكوريون تواصل عقم سنواتهم الفائضة على الستين بالابتعاد عن اللقب؟ ما هو رد فعل أستراليا التي تتوعد بخطف اللقب هذه المرة مع تشكيلة مدججة بالنجوم؟. الزعيم الآسيوي السابق، منتخب إيران، مرشح فوق العادة للقبه الرابع، هل يرضى بالاستسلام أمام منتخبات عربية متطلعة بتفاؤل لكسر شوكة الكبار؟.
الأرض لا تبتسم دوما لأصحابها، هكذا يقول المنطق، ولعل الضغوطات أطاحت بقطر في المونديال الأخير وخرجت بأسوأ النتائج لبلد منظم عجز عن كسب أية نقطة أو تحقيق الفوز في مبارياته الثلاث، برغم مجموعته السهلة نسبيا مقارنة مع بقية المجموعات.
التقلبات متوقعة في أغلب المباريات الآسيوية المنتظرة، والحضور الأقوى لأصحاب الأداء الأفضل على الميدان، أصحاب القلوب القوية المتحدية للضغوطات، القادرة على تطويع الأمور لصالحها للفوز بأكبر المكاسب.
من هو المنتخب العربي الأكثر قدرة على المنافسة ومقارعة المرشحين الأقوياء؟ الحديث ينصب على السعودية وقطر بدرجة أعلى من بقية المنتخبات، لكن ذلك مجرد كلمات على الورق قد لا تجد لها محلا حقيقيا على أرض الواقع.
ما يهمنا بلا شك هو منتخبنا الوطني ومشواره في البطولة، الذي نتمنى ونطمح إلى أن يكون مشوارا ناجحا على مستوى الأداء والنتائج، والحضور الفاعل للاعبين كأفراد ينتمي أغلبهم إلى مشاركاته الرسمية الأولى. إنها فرصة ذهبية ترفع من أسهم اللاعبين ورصيدهم الفني والجماهيري عليهم استثمارها للظهور بأجمل الصور، وتقديم عطاءات دالة على مهاراتهم واستحقاقهم التواجد في التشكيلة الدولية.
التاريخ ما زال يتغنى بنجوم جيل 2007 بإحرازهم اللقب الأغلى تاريخيا، وعلى اللاعبين اليوم وضع هذا المنجز حافزا لهم، لتسجيل بصمة تاريخية ثانية تستحقها الكرة العراقية بجدارة. كرة القدم لا تعترف بالمستحيل، وما حققته المغرب في مونديال قطر يمكن أن يشكل دافعا مثاليا لأبناء الرافدين لكي يكونوا في موعد الألق والتألق والتفوق على أنفسهم، عبر صور أنيقة لمواهبنا، تصنع الأفراح والثقة في كتابة جديدة للتاريخ نتمناها معطرة برائحة التحدي العراقي الصانع للحياة والأمل والتفاؤل بكل عوامل النجاح .