الانتلنجسيا العراقيَّة في الكشف الدرامي

ثقافة 2024/01/21
...

  باسم عبدالحميد حمودي


اخترت من هذه النخبة غير الطبقية مجموعة من ممثليها لتكون شاخصة وفاعلة ومؤثرة في روايتين لي، الأولى صدرت بطبعتين هي (الباشا وفيصل والزعيم) قبل سنة ونيف، ونالت تقارير ومواد نقدية فاعلة من حوالي الخمسين كاتبا وناقدا من العراق وخارجه، والثانية قيد الطبع تحت عنوان (أسفار دجلة السحرية) قام برسم غلافها الفنان العالمي فيصل ألعيبي، وقدم الناقد ياسين النصير لها مداخلة نقدية رائعة، وشاركت مي باسم بكتابة تقريظ لها، وتمكن الأستاذ عبد اللطيف السعدون من أن يكتب عنها أول مادة نقدية قبل صدورها ورقيا.

 دخل رواية (الباشا وفيصل والزعيم) مؤرخان هما عبد الرزاق الحسني، وحنا بطاطو. وروائيون عراقيون مرموقون، هم: عبد الملك نوري، ومهدي عيسى الصقر، وفؤاد التكرلي، وصحفية مرموقة زمن أحدث هي نعيمة الوكيل.

قام المؤرخان بالتدقيق التاريخي مع الأبطال: عبد السلام عارف، وعبد الكريم قاسم، وصلاح سالم، ونوري السعيد، والملك فيصل والوصي عبد الإله، وقام الروائيون وسط شارع الرشيد بالدفاع عن الديمقراطية المفقودة، وإيضاح وجهات نظرهم فيما حدث أمام الزعيم والعقيد.. بينما استمر الحسني مشاركا في فصول أخرى شاهدا على العصر الذي كانت فيه الدكتورة عصمت السعيد مشاركة فاعلة فيه.

أردت بتلك أن تقوم "الأنتجلنسيا" بدورها في الكشف الدرامي، وإيضاح موقفها من أحلام العسكر الطوباوية التي أدت إلى خراب يقود إلى خراب أخر في ظل أناشيد الثورة المتصلة.

 في الرواية الثانية قيد الطبع (أسفار دجلة السحرية) توضحت صورة أخرى، ذلك أن البطلة الرئيسة، هي (د. دجلة يوسف) أستاذة الأنثروبولوجيا في جامعة بغداد وزميلتها (د. لميعة) استاذة علم الاجتماع في جامعة كركوك، حيث تخوض الزميلتان تجربة حياة شاقة، واستكشاف مرموق لمجتمعات أخرى في العالم الواسع المتعدد الطوائف والأديان.

 إلى جوارهما تبدو حركة المثقفين داخل الرواية أجتماعية قانونية وتشاركية. ويتم التشارك مع دكتور نوح  العراقي، ود.سورا الكيلاشية، ود. جولييت الداهومية وغيرهما من الأساتذة.

 مقابل ذلك تجد الروائيان المحاميان فهد الأسدي وحسن كريم عاتي، شخصيتان فاعلتان في الرواية، فضلا عن الأساتذة د. علي حداد، ود. صالح زامل، ود.أحمد الزبيدي، والاستاذة نرمين المفتي، والفنانة اليارسانية روبار.

 كلهم كانوا شهودا وأبطالا داخل العمل الدرامي الذي توجته حياة دجلة يوسف وجولاتها في أنحاء متعددة في العالم، مثل باكستان  ومنطقة الكيلاش، ودولة بنين، وبلدان الفودو، وحدود بوركينا فاسو، أضافة إلى تجوالها الأثني في العراق بين الإيزيدية والشبك واليارسان والمندائيين لسبب أو لآخر.

تبدو رحلة الانتجلنسيا وسط الروايتين فاعلة مقصودة لتحريك العمل الدرامي الروائي وجوها أخرى من التجربة الفنية السردية.. عراقيا.