حكايتي مع اللغة الانكليزيَّة في لندن

الصفحة الاخيرة 2024/01/24
...

زيد الحلي

في يوم شتائي من العام 1979، انهيت دورة في "الإعلام الشامل" بلندن، بمشاركة إعلاميين من مصر ولبنان وتونس والمغرب، أقامتها مؤسسة "طومسون" البريطانيّة الشهيرة، أوفدتني اليها الصحيفة التي أعمل فيها، درسنا خلالها اتجاهات الإعلام، وكيفية التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة.. الخ كانت المحاضرات باللغة الانكليزية، وتترجم فوراً الى العربيّة..
 ومن سوء الطالع، وقع الاختيار عليَّ للتحدث تلفزيونيا في إحدى القنوات المحليَّة في لندن عن الصحافة في العراق، كوني حصلتُ على المركز الاول في الدورة، وقبل الوقت المحدد للبث المباشر، اطلعتُ على الأسئلة، وكانت دهشتي كبيرة عندما طلب ان يكون حواري مع مقدم البرنامج باللغة الانكليزية، من دون وجود مترجم .. وهنا اسقط في يدي .. وبدأت ابحث عن مخرج ينقذني من الورطة، فاستنجدتُ  بالمترجمة الخاصة بالدورة  الآنسة "اوليفيا جان" لتتولى الأمر، فلم تحسمه، ثم استنجدت بأحد زملاء الدورة، فلم أحصل منه على "زورق نجاة" ... واضطررت وأنا في غاية الحرج  الى الاعتذار عن التحدث باللغة الانكليزية، لسبب واهٍ ، هو اعتزازي بلغتي العربيّة.. ويبدو أنّ مضيفينا الانكليز بمكرهم المعروف، تفهموا أصل المشكلة لكنّهم لم يحرجوني، وما اعتذاري إلإ لعدم إجادتي اللغة الانكليزية، وتم اللقاء بوجود المترجمة الجميلة " اوليفيا". هذا الخطأ، المتمثل بعدم إتقاني اللغة الانكليزية ، دفعني الى الإصرار، على تعلمها، وهكذا عدتُ من "لندن" وأنا متلهف لتحقيق هذا الهدف.. ولكن الأيام بدأت تمضي وتليها الشهور والأعوام من دون أن أبدأ بالخطوة الأولى التي تحقق لي هذا الحلم... وبدلاً من تعلّمي لهذه اللغة وإضافة معلومات جديدة اليّ، نسيت ما كنت أعرف منها، وظلت لغة الإشارات "لغة الصم والبكم " هي الوسيلة التي أتحدث فيها مع من التقيهم من الاجانب!    
إن عدم تعلّمي اللغة الانكليزية، أحد أهم الأخطاء في حياتي المهنية .. وانا اسرد هذه الحكاية، أقول إنّ على الصحفي والإعلامي،  التسلح بلغة أجنبية .. فلا يكفي  تمكنه من اللغة العربية، والخطأ هذا ظل يلازمني حتى اليوم.. وأتمنى على زملائي ولا سيما الشباب ان لا يقعوا فيه ..