المخرجة جوستين تريي: فوزي بالسعفة الذهبيَّة كان سريالياً

ثقافة 2024/01/29
...

  ترجمة: نجاح الجبيلي 

   

مخرجة فرنسية وكاتبة سيناريو ولدت عام 1978فازت بالسعفة الذهبية في مهرجان كان 2023 عن فيلمها "تشريح سقوط" وقد التقاها موقع "بيت الصورة" في هذا الحوار: 

كيف كان شعورك بعد الفوز بالسعفة الذهبية؟

لم يسبق لي أن اجتاحني مثل هذا الإحساس الجسدي والقوة العاطفية في حياتي. تطلب الأمر مني عدة أسابيع لأدرك أنني نلتُ الجائزة حقًا. لقد رحبتُ بالفوز بطريقة مرحة جداً، لكن في الواقع بالكاد استوعب عقلي الأمر. كما أن كوني ثالث امرأة تفوز بالسعفة الذهبية، هو أمر سريالي نوعاً ما، بالنظر إلى الحرف الأول من أسماء اللاتي فزن بالجائزة، جين  (كامبيون) وجوليا (دوكورناو) وجوستين (ترييه )! أعتقد أنها هدية، لكنها من خارجي، مما يعني أنني لم أصنع الفيلم مطلقًا وأنا أضع ذلك التشابه في الاعتبار، لكنه أمرٌ رائع.

ما هي بعض من مصادر الإلهام التي اعتمدت عليها؟

لقد أعدت مشاهدة الكثير من الأعمال الدرامية، التي تدور في قاعة المحكمة مثل فيلمي "كرامر ضد كرامر" و"تشريح جريمة قتل"، وأيضًا أفلام ريتشارد فلايشر، مثل "الإكراه". لم أحبب هذا الفيلم، لكن مشهد المرافعة الختامية كان مفيدًا جدًا بالنسبة لي، إذ أدى الدور أورسون ويلز بصوت منخفض جدًا، وهو عكس الصوت الرجولي العالي الذي يشغل كل المساحة.

ثم كان هناك فيلمان ساعداني أكثر على المستوى الفني: "ليلة الافتتاح" لجون كاسافيتس، في ما يخص الألوان والإخراج، و"خانق بوسطن" لفلايشر. تساءلت كيف يمكنه التصوير بطريقة تبدو مخططة ودقيقة جدًا، ثم ستكون هناك لقطات تبدو، وكأنها جرى التقاطها بالصدفة، وتظهر من العدم، مما يجعل هذا الفيلم القديم يبدو حديثًا جدًا. إنه هذا المزيج من التحكم الفني الشديد والعفوية الشبيهة بالأفلام الوثائقية تقريبًا، وهو ما أحبه، والذي يمكنك أن تجده في سينما كاسافيتس وفلايشر بالطريقة نفسها تقريبًا. كثيرًا ما يقول الناس إن كاسافيتس يصور أفلامه بطريقة حرة، بشكل عشوائي بعض الشيء، ولكن في فيلم "ليلة الافتتاح"، لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق. من المدهش جدًا مدى السيطرة عليه، وفي الوقت نفسه هناك هذا الجنون الذي يأتي من خلاله.

هل هناك أفلام حديثة ألهمتك في تحقيق الفيلم؟

كان هناك أيضًا فيلم Gone Girl للمخرج ديفيد فينشر، وهو الفيلم الذي ظل يطاردني لمدة عشر سنوات. لقد أحببته وكرهته في الوقت نفسه، ثم أحببته مرة أخرى، إنه فيلم أتفاعل معه كثيرًا. لقد ألهمتني قصة زواج نوح بومباخ، وخاصة مشهد النزاع بين آدم درايفر وسكارليت جوهانسون. أحببت الفيلم، ومشهد الجدال في فيلمي "تشريح السقوط" يكاد يشبه حوار هذا المشهد. 

ما الذي ألهمكِ فكرة الابن المكفوف الذي يكتشف جثة والده في الثلج؟

 هناك نوعان من الدراما الإجرائية بالنسبة لي. في البداية، نقوم بترك فجوات، وسنقوم بملء تلك الفجوات من خلال إعادة تجميع اللغز مرة أخرى. في الثانية، لن يتم ملء جميع الفجوات. إن سبب رغبتنا في توظيف هذه الشخصية ذات الإعاقة البصرية هو وضعها في موقف المشاهد. إنه يفتقر إلى الصور، ويفتقر إلى بعض العناصر، فهو لم ير الجريمة. فهو مثلنا، لا يعلم أن هناك أشياء يفتقدها.

أخيرًا، ما هي طقوسك في صالة السينما؟ أين تحبين الجلوس في القاعة؟

عملت سابقاً كمرشدة في المسرح، لذلك اعتدت الجلوس في الخلف وعلى الجانب. وهذا شيء عالق معي: لا أستطيع الجلوس في مقعد بارز في صالة السينما. أنا دائمًا في الجانب وفي الخلف، والناس دائمًا ما يندهشون من ذلك. أحتاج إلى السيطرة على الصالة، لأرى رد فعل النظّارة ولمعرفة ما إذا كان الجميع يقضون وقتًا ممتعًا.