حسن السلمان
(1 )
ياعديم النظر
يا أعمى الروح وعبد الجسد
إنهُ أنا وليس خيالاً
ذلك الذي يتمايل على طرف الغصن
قلبهُ أبيض وأصابعه خضراء.
(2 )
أنتَ حبيبي
أنت صنيعتي
أنت ملاذي الآمن
وآخر ماتبقى ليَّ من ذكرياتٍ على طاولة الزمن العابر
لو تلمسني، ولو لمرةٍ واحدة
لبدأت، كما لوأنني لم أولد بعد.
(3 )
يوم تساقط الناس كالذباب من الجوع
أشعلتُ لك الأصابع العشرة منىً وسلوى
وظللتُ رؤوس أطفالكَ بغمامٍ أزرق
نصبتُ لك بدل الخيمة عشرين
وحملتُ تابوتك وحدي
ويوم انحسر الماء وظهرت حقيقة الشواطئ،
مجرد أصدافٍ ورمالْ
أجريت لكَ أنهاراً لاتحصى
وعلمتك «فن العوم»
عطشتَ، وبيدي الأثنين
سقيتكَ ماء العين
تبعتكَ مثل مريدٍ أعمى
صدّقتكَ وأنا أُعلم
إن نصف كلامك سراب
ونصفه الآخر.. سحابة صيف.
(4 )
هل رأيتَ الذي خنقَ زوجتهُ في المنام
وعندما استيقظَ، قبّلها قبلةً واحدةً،
وهامَ على وجههِ كالمجنون في البلاد؟
هل شعرتَ بالأرض التي دارتْ حولها نفسها
ومع ذلك لمْ يتوالى الليل والنهار؟
هل سمعتَ بشكوى الأحياء من ضجيج الموتى؟
هل رأيتَ التي أنجبتْ كلَ شيء،
وعندما بسطتْ يدها لتستريح،
فاجأها الليلُ بذئبٍ يعوي، وغرابٌ يصيح؟
حسناً. أنتَ لم ترَ، لم تشعر، ولم تسمع شيئاً؟
اذن: لن يكون بانتظاركَ شفيع
يوم يختلط بريق الخطأ بدخان الصواب...
(5 )
ابتعدي
قدر ماتستطيعين ابتعدي
فلم يعد المخدع
يتسع لرأسين لايلتقيان ...
انا الآن ذرة تائهة
في مدار الندم.
(6 )
أكثر من أي وقتٍ مضى
اشتقتُ لعائلة الأمس:
قريباً.. قريباً جداً
سأكون وراء الأسوار.