جمال باروكة

الصفحة الاخيرة 2024/02/13
...

مفيد عباس

انتشرت مؤخراً، منذُ عشر سنوات تقريباً أو ربما أكثر قليلاً، ظاهرة زراعة الشعر، وأصبحت حالة طبيعيَّة وسهلة وحتى كلفتها أصبحت مناسبة نسبياً بسبب تطور العِلمِ والطب والزراعة بشكلها العام، النباتي والشعري على حدٍ سواء،
ومن الصلعان، والموشكين على الصلع، من قام بإجراء عمليَّة الزرع، ومنهم من ينتظر،
وآخرون وأنا منهم من استسلم للصلع وتقبله وتصالح معه.
قبل ظهور عمليات الزرع بسنواتٍ طويلة، وتحديداً في فترة السبعينيات، انتشرت بين الصلعان، وإنْ بشكلٍ نسبي قريبٍ للنُدرة، قصة الباروكة، متأثرين بسمير غانم الذي شاهدوه أصلعاً إبان عقد الستينيات أيام كان أحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح، رفقة جورج سيدهم ومؤسس الفرقة الذي رحل مبكراً الضيف أحمد والذي انتهت بوفاته، سنة 1970، حقبة ثلاثي أضواء المسرح ومعها حقبة الصلع بالنسبة لسمير غانم والذي ظهر بشكله الجديد الذي عرفناه حتى وفاته رحمه الله.
كان جمال ناجي، الملقب بجمال الاگرع، ايقونة من ايقونات مدينة الحرية، منطقة القلمطوزة تحديداً، وهو ممن ينطبق عليهم المثل العراقي (ملطّخ روحه بدم المچاتيل) فتجده بأي حدثٍ مهمٍ يمرُّ على منطقتنا، كأنْ تكون عركة أو حادثاً أمنياً، يسأل المجتمعين: خو مو جابوا اسمي؟
جمال الاگرع كان من الذين تأثروا بسمير غانم، وقرر أنْ يغطي صلعته بباروكة، والعذر الذي أوجده لإقناع صحبه هو: خاف إذا أروح أخطب بنية صديقاتها يعيروها بصلعتي!
اعتمر باروكته وذهب للخطبة، وتمت الأمور على خير، ولكنه ولسوء حظه، بيوم زفافه، وأثناء نزوله من السيارة ليدخل بيت العروس اصطدمت باروكته بتِكمة باب السيارة، فسقطت الباروكة أرضاً، وتجمع عليه أصدقاؤه ليصنعوا له ساتراً كي يعيدها الى رأسه لكن من دون جدوى، لأنَّه تحول، منذ ذلك اليوم السبعيني والى يومنا هذا حيث أصبح جداً، من جمال الاگرع الى جمال باروكة.