نصير شمة يرسم لوحاته على إيقاع الموسيقى

ثقافة 2024/02/14
...

 بغداد: رشا عباس 

كشف الموسيقار نصير شمة النقاب عن موهبته التشكيلية من خلال المعرض الشخصي الاول الذي حمل عنوان "رؤية وحياة"، وهي تجربة اختمرت عبر أربعين عاما مع الألوان.

وضمَّ المعرض أكثر من ثلاثة وسبعين عملا، أقيم على قاعة غاليري الاتحاد بالعاصمة ابوظبي، اختلفت فيه الخامات وتعددت الاساليب، وهي محاولة لاعادة تشكيل العمل الفني إلى رؤى ذات علاقات بنيوية انجزها الفنان خلال السنوات الماضية.


أعمالٌ متنوعة

شمة أستاذ العود العربي عبر الموسيقى تواصل مع الفنون ورحب بها كونها تمثل جسرا يطل على شواطئ السلام قائلا في حديثه لـ"الصباح":التجربة عبّرت عن جانب كان موجودا بداخلي منذ سنين طويلة، وظلت حبيسة في أماكن عدة، جاء الوقت لتقديمها للمتلقي، إذ قسّمت أعمال المعرض إلى مجاميع بعضها تحدث عن تحويل الصوت إلى لون والمقامات في تنقلاتها وتحولاتها إلى لوحات، فمنذ بداية عملي بالموسيقى، وأنا طفل صغير كنت أرى أن لكل تونٍ وتدرجاته في الموسيقى لونا، فتدرجات التون الواحد في الموسيقى تشبه كثيرا التدرجات التي في اللون الواحد، وكيف يمكن خلق من هذا اللون ألوانا متنوعة.

اما الجانب الثاني فقد تناول البيئة وتغيراتها المناخية، وما حصل بالأرض، جراء فعل الإنسان، سواء كان تصحرا أو مخاطر أخرى، متمثلة من انبعاثات المصانع على الارض وتاثيرها، مستعرضا الخامات المستخدمة في الأعمال الفنية والتي يأتي أغلبها من صناعة آلات العود ومخلفاتها، وخلطها مع مواد مكوّنة من عجينة تدخل كعنصر في لوحاتي، بينما اخذت لوحات اخرى وبطريقة الرسم التجريدي استعادة الماضي والطفولة، حيث كان الاطفال يراقبون حركة النجوم والكواكب في الليل وهم نائمون على سطوح المنازل، موضحا علاقة الطفل بالكواكب، وهي تتحرك وتقترب من الأرض، فضلا عن رسومات أخرى تدعو إلى الحنين للماضي وهذا الجانب الثالث الذي تمَّ تشكيله".


تراكماتٌ فنيَّة

واضاف شمة: الحروب التي عاصرتها بدءًا من الحرب العراقية الايرانية إلى العقوبات الاقتصادية، وصولا إلى الاحتلال مضاف إلى ذلك جرح آخر يتعلق بأحداث غزة، 

وما يحدث في فلسطين جميعها تركت آثارا، وأخذت زاويا من المعرض لتوضح الخطاب الفني، من المؤمل نقل المعرض إلى بغداد  ليطلع عليها الجمهور المتذوق للخطابات

الإنسانية.

ويذكر أن "رؤية وحياة " جاء انسجاماً مع إعلان رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، تمديد مبادرة (عام الاستدامة) لتشمل العام 2024، بهدف البناء على ما تحقق من 

نجاحات خلال العام 2023، متزامناً مع يوم البيئة الوطني في الإمارات، وفي إطار التزامها بأهداف التنمية المستدامة في المجالات كافة.