العلويان علي الظاهر ومحمد مظهر.. حياة بدأت بالجهاد وانتهت بالشهادة

ريبورتاج 2024/02/18
...

 عامر جليل ابراهيم

 تصوير: اعلام الامانة العامة للمزارات الشيعية


في ناحية المدحتية، قضاء الحمزة الغربي، وعلى بعد نحو 2 كم على الطريق العام، بمقربة الضفة اليمنى لنهر الجداول أو ما يسمى بالسريع، يقع مرقد السيدين الجليلين علي الظاهر ومحمد مظهر الدين من ذرية الإمام الكاظم (عليه السلام)، إذ بدأت حياتهما بالجهاد وانتهت بالشهادة على يد الطغاة أسوة بأجدادهما عليهم السلام.
(الصباح) وفي سعيها الدؤوب للتعريف بالمعالم الدينية والاثرية وبمراقد ومزارات آل البيت وذراريهم الكرام، زارت هذا المرقد والتقت السيد جمال احمد عبد الحكيم الأمين الخاص للمزار، ليحدثنا عن هذين السيدين العلويين قائلا: 

بيت العلم والتقوى

يقول السيد جمال احمد عبد الحكيم الأمين الخاص للمرقد: بعد البحث والتحقيق عن نسب السيدين الجليلين علي الظاهر ومحمد مظهر الدين (ع) تبين أنهما من ذرية الإمام الكاظم (ع)، وهما أولاد السيد منصور بن السيد نعمة بن ادريس بن عبدالله بن الحسين القطعي بن موسى أبو سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم عليه السلام.

ويضيف الأمين الخاص للمرقد: ولد السيدان الطاهران في بيت علم وتقوى وورع ومن خلال القرائن التاريخية يحتمل أن تكون ولادتهما في النصف الأول من القرن السابع لان وفاتهما كانت بيد السلطان الجويني في سنة 683هـ، حيث ورد أن الناس أخذت تهوى إليهما وتلتف حولهما للاستماع إلى حديثهما حول سيرة أجدادهما المعصومين (ع) ولمعرفة الأحكام الشرعية منهما، حتى أثار هذا الأمر الغضب لدى صاحب الديوان الملكي الجويني فناصب العداء لهما فقام باستخدام جميع الأساليب لعزل الناس عنهما دون جدوى، وكان السيدان يردان الإساءة بالإحسان الذي ورثاها عن اجدادهما عليهم السلام، وبعد ان بدأ يسببان تهديدا إلى الحاكم الاليخاني الجويني ودولته غير العادلة حاربهما بشتى الطرق حتى تمكن من قتلهما ورميهما في بئر دارهما وهو مرقدهما الحالي الآن، فنالا الشهادة التي لا ينالها إلا ذو حظ عظيم أسوة بأجدادهما الأطهار عليهم السلام.


مظهر الدين

ويتابع الأمين الخاص للمرقد قوله: جاء في الروايات أن السيد علي الملقب بظاهر والسيد محمد الملقب مظهر الدين، كانا يسكنان منطقة المزيدية مع والدهما السيد منصور في مكان يسمى مفرق الطرق هو مرقدهما الحالي، وكان بالقرب من دارهما قرية لصاحب الديوان الملكي الإليخاني الجويني في زمن هولاكو، وكان السيدان الجليلان يدرسان في جامع الكوفة المعظم للعلوم الدينية، وبات العامة تلتف حولهما للاستماع إلى حديثهما حول سيرة أجدادهما المعصومين (ع) ومعرفة الأحكام الشرعية منهما، وأثار هذا الأمر كما أسلفنا الغضب لدى صاحب الديوان الملكي (الجويني) فنصب لهما العداء وحاول عزل الناس عنهما، لكنه لم يتمكن، حتى ازداد غضب الجويني عليهما وتمكن من قتلهما ورميهما في بئر دارهما.


اتحاد

يكمل السيد الحكيم حديثه قائلا: أول بناء للمرقد الشريف كان في نهاية الدولة العثمانية في العراق، ثم مر بمراحل عديدة إلى أن وصلت مرحلة البناء للمرقد الشريف بواسطة المرجع الديني السيد بحر العلوم بدأ الحفر والتنقيب حيث وجد قبرين متحدين مع بعضهما والمسافة بينهما 15سم في غرفة قديمة 4م ونصف × 4م ونصف الموجودة الآن وهي السرداب الحالي الذي يضم رفاتتيهما.

إما العمارة الثانية كانت في ثلاثينيات القرن الماضي قام بها سدنة المرقد. والعمارة الثالثة كانت في سنة 1971م بعد أن آلت القبة الشريفة الى السقوط قام سدنة المرقد الشريف ببنائه من الجص والطابوق حتى عام 1997م، وفي عام 2012م تم استحصال مبلغ من مجلس محافظة بابل، وتم إنشاء مصلى للرجال وآخر للنساء وقد كُسيَّ المصلى بمادة المرمر، وتم انشاء طوارم تحيط بالمزار الشريف من الجهات الأربع، كما تم وبجهود الأمانة العامة للمزارات الشيعية إنشاء مسقفات عدد 2 كسيت أرضيتهما بمادة المقرنص وإنشاء سياج من CRB يحيط بالمزار الشريف وايضا إنشاء منظومة ماء، وبناء غرف ادارية للمنتسبين وتجهيز المزار بمولدة كهرباء وتطوير الحدائق الخاصة بالمزار.


ثلاثُ أبواب

ويمضي السيد الحكيم بالقول: المساحة الكلية للمرقد تبلغ 8  دونمات ونصف الدونم، ويحتوي المزار الشريف على سرداب، وفيه قبران للسيدين الطاهرين علي الظاهر ومحمد مظهر الدين ويحيط بالقبرين الشريفين بناء على شكل مربع 4 أمتار ونصف ×  4 أمتار ونصف، قد غلف بمادة المرمر مع الحفاظ على المعالم الأثرية القديمة للقبرين، من خلال وضع مادة الجام العازل والسميك، ويحتوي السرداب على درج غلف بمادة المرمر، ومن خلاله يتم النزول الى السرداب والصعود منه إلى الحضرة الشريفة، والتي تكون 8 أمتار × 8  أمتار، وتوجد أربع أبواب مطلة على المصلى، اثنتان منها مطلتان على مصلى الرجال، ومثلهما على مصلى النساء، بينما غلفت الحضرة الشريفة بمادة المرمر وغلفت القبة من الداخل بالزجاج، والحضرة تم فصلها مناصفة بين الرجال والنساء بقاطع خشبي من أجود أنواع خشب الصاج، 

وتحيط بالحضرة الشريفة ثلاث أبواب مصنوعة من الخشب الصاج تطل على طوارم المزار ولكل باب اسم: باب القبلة وباب الحوائج وباب المراد، وتوجد أربع منارات 

من الالمنيوم المذهب ارتفاع الواحدة 10 أمتار ونصف المتر، وتحيط بالمزار طارمة من الجهات الاربع بأبعاد 24 × 24 مترا مربعا 

تحتوي على 24 عمودا من الكونكريت المسلح على شكل مربع، وكذلك أرضية الطوارم والجدار 

الخارجي للحضرة مغلف بالمرمر والجف قيم والنقوش الإسلامية، وباب القبلة هي لدخول الرجال والجهة الثانية وهي باب الحوائج لدخول النساء.

5 آلاف زائر

واثناء تجوالنا في المرقد الشريف والذي رافقنا السيد محمود مغير ظاهر مسؤل شعبة الاعلام في المزار حيث قال: يتسع المزار الى 5 آلاف زائر في الزيارات المليونية، حيث تتوفر لهم جميع الاحتياجات والخدمات، وزيارتهما الخاصة في 29 رجب من كل عام، وهي ذكرى وفاتهما، أما زيارتهما العامة فهي في كل أيام الأسبوع.

 ومن ضمن المتحدثين السيد جاسم مغير ظاهر المعاون 

الاداري للمزار، ليحدثنا عن النشاطات التي تقام في المرقد الشريف حيث يقول: يشهد المرقد إقامة نشاطات ثقافية وقرآنية على مدار العام، منها: دورات لحفظ وتلاوة القرآن، اضافة الى احياء جميع المناسبات الدينية للولادات والوفيات للائمة الاطهار بالتعاون مع الامانة العامة للمزارات الشيعية الشريفة.


خدمة ومحطة استراحة

ويختتم الأمين الخاص للمزار: لدينا أرض واسعة للمرقد، يمكن استخدامها مستقبلا، في توسعة المزار وبناء دار للضيافة، وتوسعة الاماكن الخضراء، لأن المزار يعدُّ متنفسا للأسر القريبة من المزار، لكونه يقع في منطقة زراعية، ويخدم الزائرين في الزيارات المليونية، ويعدُّ محطة استراحة لهم.