التحكيم..وجع متجدد

الرياضة 2024/02/27
...

خالد جاسم

*تصاعدت في الأدوار الأخيرة لمسابقة دوري المحترفين، نبرة التهديد والوعيد من قبل إدارات بعض الأندية وجماهيرها وأطراف أخرى، ومنها بعض أندية المحافظات، في سياق ردود أفعال سلبية تزامنت مع ما تعرضت له الفرق الكروية لتلك الأندية من ظلم وإجحاف، نتيجة سوء التحكيم الذي رافق مبارياتها في الدوري، وأثر في نتائجها بحسب ما يراه مدربو ومسؤولو وجماهير هذه الفرق، وآخرها ما حدث من انسحاب لفريق نادي القاسم في مباراته مع القوة الجوية بعد تسجيل الأخير هدفا على خصمه، الذي لم يجد طريقة أكثر قانونية وسعيا في اتجاه تثبيت الظلم الواقع عليه سوى طريقة الانسحاب، مع كل ما يترتب عليها من أضرار مالية واعتبارية تضاعف شدة الألم الذي عاناه الفريق الخاسر بغض النظر عن صحة الهدف المسجل عليه من عدمها . وإذا كانت عملية الاعتراض على التحكيم وقرارات الحكام تكاد تكون ظاهرة طبيعية في كل دوريات العالم، كما هي حالة مألوفة الحدوث والتكرار في ملاعب الشرق والغرب، وتجدها في دول العالم المتطورة، وتعثر عليها كذلك في دول العالم المتخلفة في اللعبة الشعبية الأولى، ومناظر الاعتراض على التحكيم قد تأخذ مشاهد متنوعة في طبيعة رد الفعل تجاه ما يحدث من أخطاء تحكيمية، إلا أن اللافت في دورينا القائم على أسس وآليات خاطئة في الأساس، حضور نوع من التطرف في ردود الأفعال تجاه ما تراه إدارات بعض الأندية أنه غبن أو إجحاف بحقوقها من قبل الطواقم التحكيمية، وهو تطرف يتعدى حدود الاعتراض الذي يدخل في سياق المألوف في الملاعب، فأخذ منحى التهديد والوعيد بدليل أن إدارات بعض هذه الأندية لوحت  بالانسحاب من الدوري أو اللجوء إلى ما يشبه العصيان، نتيجة ما لحق بفرقها الكروية من ظلم على يد الأباطرة ومساعديهم في مباريات الدوري، حتى مع الاستعانة هذا الموسم بعد طول صبر وانتظار بتقنية الفار التي لا تزال مستخدمة بطريقة لم تخفف ولو بنسبة الحد الأدنى من الاعتراضات على أهل الصافرة.
وبرغم أن ردود الأفعال على التحكيم والحكام في الحالات التي أشرنا إليها، ليست بالأمر الجديد في ملاعبنا الكروية، بل إن الكثير من المدربين وإدارات الأندية بما فيها الأندية الجماهيرية الكبيرة، كثيرا ما تعلق أسباب فشل فرقها على شماعات الحكام وتذهب في التفسير إلى أبعد من ذلك في بعض الأحيان، فتحضر نظرية المؤامرة التي تنفذ بواسطة التحكيم على تلك الفرق، إلا أن حالات الشكوى والتذمر من التحكيم والحكام قد تضاعفت بشكل لافت، حتى لو كان بعض تلك الشكاوى والتصريحات التي تهاجم الحكام وقراراتهم وتأثيرها في نتائج الفرق، لا يعدو كونه مبالغات أو محاولات يائسة لأجل تمرير أو تسويق مبررات أو تبريرات واهية وضعيفة الحجة والمنطق عن سوء أداء هذه الفرق وضعف إمكانياتها الفنية . ومع حضور هذا الافتراض الذي لا يخلو من واقعية، إلا أن الأمر الواقعي الآخر الذي يجب الالتفات إليه والعناية به، هو أن التحكيم في الدوري الممتاز ليس على ما يرام بشكل عام، ومسألة تعاظم الأخطاء التحكيمية التي تدخل في إطار الأخطاء غير المقصودة أو المتعمدة وحضور بعض المجاملات لفرق على حساب فرق أخرى من قبل أهل الصافرة، هي جميعا أمور واقعية يجب على لجنة الحكام تحديدا التوقف عندها بجدية وموضوعية، واتخاذ ما يلزم من معالجات بشأنها، كي لا نشاهد المزيد من الذي شاهدناه في الأيام الماضية من عمر مسابقة لا تحتمل المزيد من الأخطاء والمناظر المؤذية.