جلد الذات في الأدب الشعبي العراقي

الصفحة الاخيرة 2024/03/04
...

 بغداد: محمد إسماعيل

تشتهر قصيدة الملا عبود الكرخي "ذبيت روحي إعله الجرش.. وأدري الجرش ياذيها" على الألسن منذ قرن وبضع عقود من السنوات؛ حيث تلقى هوى لدى مشاعر الأجيال المتعاقبة في العراق، و... كثيرة هي الدارميات والقصائد الشعبية، التي تتغنى بجلد الذات "المازوشية": إشما ثكل ترتاح روحي بحملها.. شالته ونهضت بيه جي شامت إلها، و: الدهر لو وازك ها بالك تصيح.. خل الرمح بجلاك وإصبر لما تطيح، إضافة الى: دوس الكسر يهواي وإردس على الكاع.. بس لا تكع كدام شماتك بساع.
وهذه القسوة على الجسد الإنساني، بدل الاستعانة بالمجتمع المحيط في المساعدة لتخطي الأزمات، أعادتني الى حكمة نظيرة سمعتها من سيدة فرنسية، مصنفة في كتاب جينيس للأرقام القياسية، أبشع إنسانة على الأرض حالياً: أحاول تطمين حاجاتي بنفسي، وما أعجز عنه أطلبه من الآخرين، وإن اعتذروا ألجأ الى دعاء الرب.
وقالت الباحثة الاجتماعية سعاد العمشاني: نشأنا على أن قدر الرب مدعاة للشماتة، في حين لا يعي المجتمع هل الشماتة اعتراض على إرادة الخالق أم استلاب
المخلوق!؟
مؤكدة: لذلك يخفي الناس ما يحل بهم من مصائب عن الآخرين، في نوع من مواراة فظيعة.. شديدة الألم، المجاهرة بها كفيلة بتخفيف السلبيات، لكنهم يحجمون حتى عن طلب المساعدة فيعذبون ذواتهم.. بل لا يعلنون حتى المسرات خشية الحسد!
تحليلياً أضاف رئيس جمعية الأدباء الشعبيين عداي السلطاني: لهذه التورية المدمرة شقان.. الأول: المكابرة والمطاولة، من منطلق شجاعة وفروسية وتحمل، والثاني: استخدام أقسى التعابير عن أشد أنواع الألم، تفاخراً.