بغداد : رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
ضيفت نقابة الفنانين العراقيين، الموسيقي نوري الجبوري في جلسة احتفائية قدمها الزميل الصحفي سامر المشعل قائلا:" الفنان المحتفى به، فضلا عن خفة ورشاقة أنامله على آلة الكمان وامتاع المستمعين، يمتاز بالمرح والتفاؤل والطاقة الايجابية فقد أكد هويته الإبداعية خلال مسيرته الفنية.
وجمع بين الموهبة والدراسة الاكاديمية، فهو حاصل على شهادة دبلوم في معهد الفنون الجميلة العام 1984 وبكالوريوس من كلية التربية الفنية العام 1990، وهو أحد أعضاء فرقة الفنان كاظم الساهر، التي تعد التجربة المهمة في حياة الجبوري على مدى ثلاثين عاما، فالساهر بحسب رأي
مقدم الجلسة لا يدع شخصًا يعتلي خشبة المسرح، اذ لم تتكامل أدواته الإبداعية".
مقطوعات موسيقيَّة
الجبوري بمقطوعة موسيقية رحب بالحضور، وكشف عن مشاعره وتقديره للحاضرين، الذي هم بمثابة باقة ورد ملونة، اجتمعوا ليضيفوا سحرا وجمالا للمكان، ويثبتوا مدى اهمية الموسيقى، إذ أخذ الجبوري يتغزل ببلده ويدعو للابتعاد عن التكتلات الطارئة، التي من شأنها تشوه حضارة بلاد الرافدين، مضيفا الاحتفاء يمثل لي الكثير، ويبرهن أن هناك من يقدر الفن، ويحترم الفنان ويبيَّن له أن العطاء لم يذهب سدى.
معزوفات متنوعة
المحتفى به أطرب المستمعين بمعزوفات وأغانٍ جمعت العراق من الشمال إلى الجنوب، وتغزل ببيئاتها ومقاماتها بمشاركة عازف الرق سيف الدليمي، والفنان فائق البياتي على الإيقاع، طرح مقدم الجلسة سؤالا كيف استطعت أن تجمع في تلك الكمانجة أطياف الشعب العراقي، لا سيما أنه يمتاز بموسيقى متعددة من حيث الأنغام والأطوار الريفية؟ أجاب الجبوري قائلا:" الفنان العراقي يستطيع أن يؤدي الموسيقى العربية، بينما لا يجيد العربي عزف الموسيقى العراقية، منوها بأنه ضد موضوع أن تتحول الأغنية والايقاعات العراقية إلى لغة عربية حتى تفهم وتعبر الحدود، داعيا الشباب أن يحافظوا على اللون العراقي ويعتزوا بتراثهم، كي تجبر المستمع إلى البحث والتعرف على مختلف الأطوار".
وتابع الجبوري، الفنان كاظم الساهر طوال سنوات عمله تمسك بفرقته العراقية، وأخذ يطوف مختلف البلدان والدول، من أجل تقديم الفن الأصلي إلى الجمهور، وهذا ما يجب أن يفعله الفنان المحب للفن أولا ولوطنه ثانيا.
مشاركاتٌ تفاعليَّة
الجلسة خرجت من إطارها التقليدي إلى التفاعلي، بحيث شارك الجمهور المحتفى به الأغاني والتبريكات، إضافة إلى شهادات بحق تجربة الفنان الجبوري، حيث عبر الدكتور محمد حسين كمر عن سعادته، وهو يكرم في بلده وبين محبيه، مبينًا علاقته بالفنان تعود إلى العام 1979، عندما كان نوري أحد اعضاء فرقة بغداد التي يقودها، حينها تعمقت العلاقة بيننا وبعد هجرتي إلى أوروبا أسست مؤسسة فرقة المقام العراقي في هولندا، التي جمعت المبدعين وكان نوري أحد أعضائها، واستطاع بخفة دمه أن يدعم الفنانين ويسهم في حل نزاعات وصراعات تحصل بين الاعضاء أطلقت عليه اسم "حمامة السلام"، التي هي اليوم ضيف العراق تنشر الحب والسلام بين جماهير المحبين للموسيقى والفن، متمنيا أن تستمر تلك الجلسة، التي من شأنها تعطي صورة حضارية للعراق والفنان.
من جانبه، شارك الدكتور كريم الرسام رئيس جمعية الموسيقين المحتفى به بأغنية تفاعل معها الحاضرون ووصف المحتفى به، بأنه إضافة يجب أن نعتز بها وندعم جهوده، وهو يحاول أن يوصل الموسيقى ويعزف مقطوعاته الجميلة.
{عراقيات}
يذكر أن الجبوري شارك في برنامج "عراق ايدل" عازفا لصولو، فضلا عن مشاركته في جلسات "وناسة" عمل في الإمارات، ثم حصل الإقامة في بلجيكا تنقل عازفاً في الكثير من الدول الأوروبية
والعربية والخليجية، عاصر الكثير من النجوم العرب والعراقيين، فمنذ تسعينيات القرن الماضي يحلم الجبوري بأن يقدم برنامج موسيقي
بعنوان "عراقيات"، يجمع الشباب من مختلف المحافظات العراقية لاسترجاع طرب السبعينيات والثمانينات والتسعينيات، اذ تقوم فكرة البرنامج على تقديم المطرب امام لجنة يستضاف بها فنان عربي، كما يطمح نوري إلى تقديم عمل من مؤلفاته على خشبة المسرح الوطني.