سجناء ذواتنا في «سماء ثامنة»

ثقافة 2024/03/11
...

  بغداد: مآب عامر


من يقرأ مجموعة «سماء ثامنة» لعلي شبيب ورد، الصادرة عن منشورات الإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق سيستمع إلى صرخات، وسيلامس الأوجاع التي نعيشها، وهي تنمو بداخلنا وتكبر معنا. «سماء ثامنة» تُظهر حقيقة مكوثنا في سجون ذواتنا وجروحنا العميقة، لقد أطلق شبيب مشاعره للحديث عن الدائرة التي نغلق أنفسنا عليها بحثا عن الحرية عبر رحلة استكشاف التفاعل بين الحقيقة والوهم.. الإنسان والآخر.

في مجموعته هذه قضية البحث عن الحرية ومحاولة الهروب إليها.. والحرية هنا ما هي إلا وهم وأمنية يسعى الشاعر عبر نصوصه الإمساك بها بينما هي بين يديه. وقد جسدت بعض نصوصه تلك المجاملات الاجتماعية وعلاقات المصالح، في إشارة إلى وجودها منذ قديم الزمان.. فنحن نمتلك الحرية، لكننا سجناء ذواتنا التي لا تنظر سوى داخلها، وسجناء المصالح والمجاملات الاجتماعية، كما في نص «أعدو باحثا عني»: «منذ أول انفتاح لقلب وردة/ تجمع الناس/ لاحتطاب أول نفحة في التاريخ/ لتقديمها قربانا/ لأول أنف أسطوري/ منذ ذلك الأسى/ اعتاد الناس/ على خدمة الأنف العالي/ حتى لو اضطروا للاطاحة بأنوفهم/ لتعطير الأنف الأمثل/ ألف أنف لأجل أنف... تكرم/ ولأنهم كانوا دائماً/ ينظرون إلى مواطئ أقدامهم فقط/ اكتشفوا/ أن العطور تفوح

للأعالي» .

وتضمنت صفحات الكتاب «22» نصا شعرياً، ومن عناوينها: «أمنية، لا يتبعهم أحد، من هؤلاء؟، لتلك الأماسي ثمة ما يقال، خيول ملونة، أحلام خلّب، ماذا يحدث دون فناء؟، فحيح، قانون المطر، دكتاتور، ما أضحك البهلول، استغاثة، شاعر الظل، مذكرات لص، مسافات، زمجرة، دنجي أدامو، حزام ناسف، يا قفصي المحتل، عكد الهوى»، وجاء في «89» صفحة من القطع المتوسط.

يذكر أن علي شبيب ورد من مواليد الناصرية حاصل على بكلوريوس فنون جميلة، عمل مدرسا مؤسسا في معهد الفنون الجميلة في ذي قار، ورئيس لاتحاد الادباء والكتاب في ذي قار، حائز على جائزة الأولى في مسابقة وزار التربية «النشيد المدرسي وأنشودة الطفل عام 2009». وحاليا عضو المكتب التنفيذي، وأمين العلاقات الداخلية في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق.  

وللشبيب العديد من المؤلفات، منها: «ناطحات الخراب، دهشة القراءة الأولى، دراسات نقدية عن الأدب الكوردي، دليل المعلم- النشيد والموسيقى، دموع أور، أور المنافي، كولاج تأويل، تحولات الصوفي الأخير ومراياه، مظفر النواب- سفر إبداع شعري يتجدد، أور الحكي، نباهة الطير- غواية الغابة» وغيرها.