في يقظة نص غير مكتمل

ثقافة 2024/03/12
...

 طه الزرباطي

في النِسيانِ قَدْ أجِدْكَ يوماً؛
فَنَكْتَمِلُ!
النَّصُ..
يَستَنطِقُ وِسادَتَهُ كُلَّ صَباح،
ألَمْ تَسْتَبِحْ عُذْريَّةَ حُلميَ اللَيْلي؟
بِشَمْعَةٍ تَنْزِفُ جَوْفَها على أنامِلِها؛
كَبُركانٍ..
عَبَثَاً تَفْتَحُ نافِذَةً على ظلامي..
تَدْخُلُ كاكتِشافِ الضوء،
تَتَلَمَسُ وَجهي،
تُعيدُ قِراءَةَ شآبيبِ لِحْيَتي،
آثارَ قَوافِلِ العُمرِ على جَبْهَتي،
بَقايا غَمازَتَيَ،
اللَّتَينِ وَرِثتُهُما منْ قصيدَةِ حُبٍّ قديمَة؛
مِنْ بَقايا ضِحكةٍ وَقَعتُ في أسرِها،
نَدى شَفَتيَّ بَحثاً عَنْ قُبلَةٍ،
بَقايا زَهرَةٍ في أحشاءِ كِتابٍ مَنْسيٍّ،
كآثارِ قُبلَةٍ مَرَقَتْ كِرِصاصَةٍ،
في قَيْلولَةِ حُلُمٍ،
فأيقظَتْهُ؛
 حُلْمُهُ المَنسيّ في ذاكِرَةِ وِسادَتِهِ،
عادَ إلى نَوْمِهِ؛
يَسْتَنْطِقُهُ؛
ألَمْ تُسَجِلْ كَرْكراتِ ضِحْكَةٍ؛
لِطِفلِ روحِيَ لَحْظَةَ حُلُمٍ مُتْرَفٍ؛
ألَمْ تُلاحِظْ خَفْقَةَ طِيْنٍ تَكوَّرَتْ نَهدينِ؟
لِقَلبِ بِثوبِ الثَلجِ؛
لِشَهقَةِ آهٍ،
لِهَمْسَةِ نَسْمَةٍ ؟
ألمْ تُسجلْ (هَلاهِلَ) زَهرَتَيْنِ؟
تَتَعانَقانِ لَحظَةَ بَرْدٍ على حدودِ حَديقَتَيْنِ؟
حَديقتينِ مُحاطَتينِ بالأشواكِ الاصطِناعيَّة؟
ألمْ تَسْمَعُ همِسَ أجنِحَةِ فَراشات؛
على وَرْدِ نِصْفِ (خَرْبَشاتِ) قَصيدة؛
لَمْ تَكتَمِل؟
رُبَما في صَيْفِ بَغداد؛
خَلْفَ خِدْرِ ناموسيَّتي البيضاء؛
وأنا أستَدرِجُ نَجْمَةً في سَمائها؛
لِتُحَدِثني عن مُغامَراتِنا الشَّهيَّةِ جِدّاً؛
في قصيدَةِ نَثْرٍ؟
نَسَيْتُ رؤوسَ أقلامِها مَغَبَةَ النِسيانِ؟
على وِسادَتي؛
على ضِحْكَةِ نُجَيْمَةٍ بَغداديَّةٍ،
كأنَّ مَطَرا في غَيْرِ حِينِهِ،
شاكَسَ عُذريَّةِ حلْمِها،
فتَرَكَتْ في ذاكِرَةِ سَمعِكِ؛
شَهقَةً، رَعشَةً،
بَقايا قُبَلَةٍ مَسروقَةٍ،
دَهشةَ وَردِها،
ضَحْكَةٍ مَجنونَةٍ مُفاجِئة،
وَمْضَةِ نَصٍّ مُشْتَعِلٍ؛
كَكَفِها في كَفي ،
كَقَطرَةِ ماءٍ على خَجَلِها،
(كجَفلَةِ ) جِلدِ خَدِّها؛
كَبَكارَةِ غَيْمَةٍ نَسيتْ ماءَها..
ألا تَنامُ حينَ تَنامُ؟
أيَبْقى حارِسُ لَيْلِكَ الأزلي؟
مُتَكئاً على لَذَّةِ استِمْتاعِهِ المَمْنوعِ؟
فَتَلْسَعُهُ ماسورة بُندُقيَّتِهِ العَتِيْقَةِ؛
من غَيْرِ رصاصٍ،
كأنهُ يَتَخِذُها عُكازَةً..
يَبْتَسِمُ في حُلْمِ يقظَتِهِ،
حين تَمْسحُ ندى خَدَيْها في حُلْمِك،
(تَرافَةَ) شَفَتِها السُفلى،
التي تَقتُلُ حاسَةَ اللَّمْسِ بِظَنٍّ،
انَّ كُلَّ الظَنِّ إثمٌ..
حتى يَسْتَيْقِظُ المَمْنوعُ في حُلْمِكَ،
تَتَوَسَلُ اللهَ أنْ لا يؤاخِذُكَ؛
على قِبْلَةٍ في حُلُمِ يَقْظَتِكَ،
أو مَخافَةَ أنْ تَتَزامَنا في حُلْمَي يَقظَتَيْكُما؛
بِضمَّةٍ، بِعِناقٍ.. بِعِناقٍ مؤجَّلٍ،
بِرِصاصَةٍ مارِقَةٍ في حُلُمِ يَقظَةٍ؛
تَقْتُلُ عاشِقَيْن،
منْ بُندُقيَّةٍ ليسَ في جوفِها رِصاصٌ؛
في جَوْفِها حُلُمٌ..
حُلُمٌ خائفٌ،
بِحَمامتَينِ لَمْ تُجْفِلْهُما رِصاصٌ في حُلُمٍ،
بيدي اليمنى التي تُعانِق أصابِعَها،
أصابِعَ يَدَها اليُسرى،
كغابةٍ بَريَّةٍ؛
كقَصيدَةِ نَثْرٍ كُتِبَتْ في دُفعَتين؛
بِشاعِرين،
في حُلُمينِ مُتَزامِنَيْنِ..
يا الله
ألَمْ تَدْمَعْ عَيْناكَ؟
ألَمْ يُخْجِلُك خَجَلُنا؟
ألسْتَ أبي؟
أليسَ الندى بَعْضُ دَمعِك؟
ألمْ تنسَ رائحَةَ عِناقِك في حُلْمِ يَقْظَتِنا؟
لِمَ أُحِبُك كُلَّ هذا الحُبِّ؟
ألمْ أتلَمَسْ خشونَةَ كَفَيْكَ؟
كُلَما عادَ أبي مُحَمَلاً بِفاكِهَةِ الغبارِ؛
على حُلْمِهِ الصَيْفي؟
ألمْ تَمْسَحَ عن شَفَتَيْنا فَراشاتِ القُبَلِ؛
مَغَبَةَ حارِسِ الليلِ النَعْسانِ؟
ألستَ كُنْهَ الرحمَةِ؟
وملاذَ أحلامِنا؟
أُحِبُ فُقرَكَ اللَّذيذِ يا أبانا،
وَمرهَم يَديْكَ على وَجلِ بَردِنا؛
أحِبُكما معا..
في قَصِيْدَةِ نَثْرٍ !
كُتِبَتْ لك.