سامر المشعل
تمر هذه الايام الذكرى الثامنة على رحيل الشاعر المتعدد المواهب زهير الدجيلي، الذي ترجم بشكل حسي أحلام العشاق والعصافير والناس والحقول.. بوطن يحتضن أحلامهم وتنمو فيه الأزهار والمحبة بسلام وامان.
ولد الدجيلي في الناصرية 1937 اكمل دراسته فيها، ثم انتقل الى بغداد كتب الشعر وعمل في الصحافة وساهم في إعداد العديد من البرامج في الإذاعة والتلفزيون، والكثير منا ينظر اليه كونه شاعرا سبعينيا كتب القصيدة الشعبية الحديثة، وغنى له نجوم الطرب مثل ياس خضر وسعدون جابر ومائدة نزهت وفؤاد سالم وفاضل عواد.. وآخرين.
لكن في الحقيقة أن الدجيلي يمتلك منجزًا ثرًّا في الكتابة الاذاعية والتلفزيونية والتأليف الدرامي، سواء التي كتبها عندما كان في العراق أو بعد هجرته إلى دولة الكويت في العام 1978، فقد كتب (95) حلقة من برنامج " افتح ياسمسم " البرنامج الشهير على نطاق الخليج العربي، وكتب برنامج "سلامتك"، وبرنامج " المرايا"، وبرنامج " قف " وهو برنامج يختص بالتوعية المرورية.
كما أنه برع في الكتابة والتأليف للاطفال، فقد كتب أغاني العديد من المسلسلات وأفلام الكارتون منها:" سنان - بسمة وعبدو - الامير ياقوت ".
لا يتسع المقام أن نحصي كل أعماله في مجال الكتابة الدرامية، ولعل أهمها مسلسل " عبد الله البحري "، ومسلسل " عبد الله البري "، ومسلسل " زمان الاسكافي"، ومسلسل "جدي مع التحية"، وتأليف مسلسل " الاخطبوط" في العام 2004 ومسلسل " للحياة وجه آخر"، كذلك كتب سيناريو وحوار افلام " مطاوع وبهية"، وفيلم " النهر".
اما على مستوى الاغنية فقد حجز الدجيلي له مقعدا مهما في الذاكرة الابداعية العراقية والعربية، من خلال العديد من الأغاني، التي كتبها وظلت راسخة في وجدان المستمعين وابرزها:" الطيور الطايرة، حسبالي، يمتى تسافر ياكمر، امغربين، انحبكم، مراضيتك، هوى الناس، يا نجوى، مرة وحدة، بيت العراقيين..".
على الرغم من الانشغالات الابداعية المتعددة للدجيلي، إلا أنه على مستوى النص الغنائي، كان مبدعا ومتمكناً من توظيف اللغة في خدمة الفكرة والمضمون، الذي يبني عليه النص، من دون أن ينساق إلى اللغة الشعرية ويتشتت المعنى، وهو بذلك يبني نصه بشكل معمار فني، لنأخذ على سبيل المثال اغنية "الطيور الطايرة"، فقد اتخذ من الطيور رمزًا للحرية والسلام والهجرة، فكان يرسل سلامه وشوقه وحنينه مع الطيور المهاجرة الى أرض الوطن لرؤية الأهل والاحبة، وبذلك جسَّد نصًّا إبداعيًّا، ظل منذ مطلع السبعينيات الى الآن أيقونة للاغتراب عن الوطن، والتي أبدع في تلحينها كوكب حمزة، وكانت هذه الاغنية سلم الشهرة للفنان سعدون جابر عراقيا وعربيا.
رحل الشاعر زهير الدجيلي في الكويت في العام 2016 وعيونه ترنو إلى وطن يلم أحلام العراقيين بسلام ووئام.