جدل «يون فوسه»

ثقافة 2024/03/14
...

 سامر أنور الشمالي

نيل الكاتب النرويجي «يون فوسه» لجائزة نوبل عام 2023، لم يحسم الجدل حول استحقاق الكاتب المتوج - كما في كل موسم- لهذه الجائزة التي لا تزال حلم مشاهير الأدب في العالم مهما أثير من لغط حول جدارة من يحصدها.
ولا بد من التنويه إلى أن «فوسه» حصد جوائز أدبية معروفة، ولعل أهمها «الجائزة الأوروبية للآداب عام 2014»، أي أنه لم ينل نوبل بمحض المصادفة.
أما ما يعنينا فهو أن «فوسه» هو من كتاب المسرح رغم أنه قد كتب في مجال «الرواية والقصة القصيرة والشعر والمقالة وأدب الأطفال». فهذا الأديب متنوع في إنتاجه الشعري والنثري، يبدو أن جمهوره متنوع أيضا، إذ ترجمت أعماله إلى أكثر اللغات انتشارا، ولكن كتبه المترجمة إلى العربية لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، واقتصرت على الرواية فقط، وهنا نفطن إلى قلة اهتمام العرب بالاطلاع على منجزات المسرح المعاصر في العالم، بل أن الحركة الأدبية في العالم لم تجد في المسرح الجنس النثري الذي ينافس الرواية على تصدر الحراك الأدبي، فنوبل نفسها لم تحاول دعم المسرح، لهذا نجد ندرة من فازوا بها من كتاب المسرح.
كما أن المسرح لم ينل ما يستحق في ظل جائزة «نوبل» التي تجنح إلى الأجناس الأخرى- لا سيما الشعر والرواية- ولعل هذا العام يتحقق شيئاً من التوازن بين أجناس الأدب، وإن كان المتوج من كتب غير المسرح، لهذا لا نتمكن من افتراض أن الجائزة تكريم للمسرح لا غير، رغم أن مسرحيات «فوسه» الذي يعد من أكثر كتاب المسرح غزارة في أوربا، قد تجاوزت الأربعين عملا مسرحيا.
وقالت الأكاديمية السويدية عن مسرحيات «فوسه» التي كان لها أثرها لنيل الجائزة، بأن «مسرحياته المبتكرة ونثره الذي يعطي صوتا لما لا يمكن قوله».
وقال «فوسه» الذي دخل عقده السابع عن هذا الفوز الذي جعله أكثر أدباء العالم شهرة، أنه «مكافأة للأدب الذي يسعى لأن يكون أدباً، بدون أي اعتبارات أخرى». ويوجه الفائز اتهاماته بشكل غير مباشر إلى وسائل الإعلام التي تبرز المزيف على حساب الجوهري أحيانا.
ونرجو أن يكون تتويج «فوسه» بجائزة نوبل يسهم في تسلط الضوء على مسرحياته، وبالنتيجة يعزز من حضور المسرح في العالم، وننتظر قراءة ما سوف يكتبه النقاد، وما سوف يترجمه المترجمون، وكذلك الاطلاع على مسرح «يون فوسه» الذي يعكس عبر أعماله جزءًا من تجربة وحراك المسرح العالمي.