معرض لندن الدولي للكتاب لعام 2024
لندن: فيء ناصر
افتتح في الثاني عشر من شهر مارس الجاري معرض لندن للكتاب في مركز أولمبيا وسط العاصمة البريطانية، والمعرض أكبر تجمع ربيعي لصناعة النشر الدولية يستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث يجتمع آلاف العارضين والزائرين من المملكة المتحدة وحول العالم للقيام بالأعمال التجارية ومشاركة الخبرات والشبكات وحضور جلسات تغطي مواضيع بما في ذلك إتاحة الفرص للأصوات المهمَّشة والاستدامة ونصائح للكتّاب الجدد وكيفية الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي بهدف تعزيز القراءة والدعاية والاتجاهات العالمية الجديدة.
ورغم أن المعرض ليس معرضاً جماهيراً للكتاب لكنه من أكبر معارض صناعة الكتب عالمياً، فهو مُغيَّب تماماً عن اهتمام وزارة الثقافة العراقية أو دور النشر الثقافية العراقية الرسمية أو الأهلية.
المشاركة العربية اقتصرت على هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة السعودية حيث شاركت الهيئة بمنصة كبيرة ضمت مبادراتها الثقافية وهي كل من: برنامج ريادة النشر ومبادرة ترجم ومعرض الرياض الدولي للكتاب والوكيل الأدبي. وشهدت منصتهم أيضا مشاركة وزارة الاستثمار لتعزيز دورها في المساعدة بدخول السوق السعودية للناشرين الأجانب، وصرَّحت السيدة أشواق عبد الرحمن الرئيس التنفيذي لجمعية النشر:” انطلقنا في شهر أكتوبر من عام 2023 تزامناً مع معرض الرياض الدولي للكتاب وكانت انطلاقتنا مع انعقاد مؤتمر الناشرين وهدف الجمعية هو دعم الناشرين محلياً ودولياً وهذه مشاركتنا الأولى في معرض لندن الدولي للكتاب وتم ترشيح أربع دور نشر هي دار مدارك ودار يتخيلون ودار الفكر الجديد ودار العبيكان من أصل ستٍّ وأربعين داراً للنشر اشتركت مع الجمعية منذ انطلاقتها، وهذا الدعم يتمثل في شراء الحقوق وتمكين الناشر السعودي من الوصول إلى الأسواق الأجنبية. وشهدت منصة هيئة الأدب والنشر والترجمة الكثير من المفاوضات التي جرت بين الناشرين السعوديين والوكلاء الأدبيين مع الناشرين الأجانب أدَّتْ إلى توقيع اتفاقيات تعاون وترجمة مع ناشرين من الصين والبرازيل وبريطانيا. وكان التطبيق الأإلكتروني للهواتف الذكية المخصص لموقع معرض لندن الدولي للكتاب هذه السنة برعاية من هيئة الأدب والنشر والترجمة، فلكما فُتحَ التطبيق في أي هاتف للاستعانة به لحضور الندوات أو زيارة مواقع دور النشر، ينبثق موقع الهيئة مما زاد التعريف بالهيئة وتعرض جمهور أكبر لنشاطاتها.
كذلك شاركت هيئة الشارقة للكتاب بجناح كبير وعن مشاركتهم صرح السيد أحمد بن ركاض العامري مدير الهيئة: “ ثبتتْ الشارقة وبتوجيه من سمو الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة ريادتها الثقافية في الصناعة الإبداعية العالمية وموقع دولة الإمارات، بأن تكون هي المركز الرئيس للإبداع الفكري ونقل الثقافة العربية إلى الآخر من خلال مشاركتنا اليوم في معرض لندن الدولي للكتاب، نحن خير من يُمثل الثقافة العربية وخير من يُمثل عمقها الثقافي الكبير ومن خلاله نبني جسور التواصل بيننا وبين الطرف الآخر وننقل إلى الثقافات الأخرى نخبة من الكتاب العرب المميزين وأيضاً نحاول استقطاب دور النشر العالمية للمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب وحضور مؤتمر الناشرين والموزعين أو للمشاركة في مهرجان الشارقة القرائي للطفل، ولاستقطاب عدد من الناشرين وصنّاع الثقافة لمدينة الشارقة الثقافية.
في حين صرَّح الأستاذ سعيد حمدان الطنيجي مدير معرض أبو ظبي الدولي للكتاب وعضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد:” يسعى المركز من خلال مشاركته في المعرض للوصول إلى أهم الأسواق الدولية للنشر، وتعزيز أُطر التعاون مع الناشرين العالميين، بالإضافة إلى الترويج لمعرض أبو ظبي الدولي للكتاب، والمشاريع والفعاليات الثقافية التي ينظمها، والتواصل مع صنّاع القرار في عالم النشر والثقافة للتعرف على مستجدات قطاع النشر وتوجهاته. الهدف من مشاركتنا هو بناء جسور مع الناشرين العالميين المتواجدين في المعرض وخلق علاقة بين الناشر الأجنبي والعربي الذي يلاقي كل أنواع الدعم في مجال الترجمة والمنح المقدمة لمجالات النشر وكذلك الإطلاع على أحدث تقنيات النشر كصناعة وخاصة النشر الإلكتروني.
وصرح الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: “إن معارض الكتاب العالمية تُشكّل منصّة فاعلة لفتح آفاق جديدة للحوار والتعاون بين روّاد صناعة النشر وقادة الفكر والأعمال على اختلاف توجّهاتهم الإبداعية، كما تدعم جهود المركز للمساهمة في تطوير هذه المجالات الثقافية والصناعات الإبداعية المرتبطة بالنشر والكتاب، انطلاقاً من الستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية للدولة، التي تهدف إلى النهوض بهذا القطاع، وتعزيز حجمه ومساهمته ليُصبح في عداد أهم الصناعات الاقتصادية في دولة الإمارات مستقبلاً” .
وأضاف:”إن مشاركة مركز أبوظبي للغة العربية في معرض لندن الدولي تتيح لنا الفرصة للتعريف بمشاريع المركز ومبادراته في خدمة حضور اللغة العربية، وتعزيز دورها في استدامة التواصل الحضاري وتنمية معارف الشعوب بثقافات بعضها البعض.
كما نظّم المركز، بالتزامن مع مشاركته في المعرض جلسة نقاشية بعنوان “مركز أبوظبي للغة العربية: بناء الجسور مع الثقافة الغربية” سلّطت الجلسة الضوء على المشاريع والمبادرات التي يقدّمها المركز والفرص التي يتيحها لربط الثقافة العربية بالثقافات الأخرى. كما أبرزت الجلسة دور المركز في الإسهام بالنهوض باللغة العربية وتعزيز الاهتمام بتعلّمها بين الناطقين وغير الناطقين بها، وقيادة جهود البحث والتطوير اللغوي ودعم الإبداع، والتأليف، والترجمة، والنشر. واستعرضت الجلسة أيضاً أهم مشاريع المركز مثل: مشروع كلمة للترجمة، ومعارض ومهرجانات الكتاب التي يُنظّمها، وفي مقدّمتها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فضلاً عن الجوائز والمنح العديدة التي يقدّمها المركز لدعم صناعة النشر والصناعات الإبداعية.
كذلك نظم نادي كلمة للقراءة التابع لمركز أبو ظبي للغة العربية جلسة مناقشة لكتاب “الفلكي والساحرة”، الذي يُقدّم قصةَ عالم الفلك الألماني يوهانس كِپْلر، أحد أشهر علماء الفلك في التاريخ، ومكانته في عصره ودفاعه المستميت عن أمِّه بعد اتهامها بممارسة السِّحر، وبالإضافة إلى ذلك، نظم مركز أبوظبي للغة العربية خلوة ثقافية بعنوان “الترجمة: الأدب والتكنولوجيا”، بالتعاون مع كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بجامعة لندن، وبمشاركة ما يقرُب من 30 خبيراً وأكاديمياً في مختلف مجالات الترجمة.
وشهدت منصة مركز أبو ظبي، توقيع اتفاقية شراء حقوق ترجمة مع متحف التاريخ الطبيعي في لندن، وذلك لإطلاق ترجمات عربية لمجموعة من الكتب، ومن بينها “مستكشفو الطبيعة: المغامرون الذين سجلوا عجائب العالم الطبيعي” الصادر عن متحف التاريخ الطبيعي. يعتمد الكتاب في تقديم مادته على الصور واللوحات الملونة الفخمة للنباتات، والحيوانات، والمناظر الطبيعية، والناس.
وتشمل هذه الكتب أيضاً “رحلات الاستكشاف: إحتفاء بصري بأعظم عشر رحلات استكشاف للتاريخ الطبيعي” للكاتب توني رايس؛ يحتوي هذا الكتاب على سجل للصور الفوتوغرافية والرسومات لعشر من أهم الرحلات الاستكشافية التي جابت العالم على مدى ثلاثة قرون، وتتواشج حكايات المستكشفين مع الصور والرسومات لتعبر عن قيمة الإنجاز البشري في ارتياد المجهول، واكتشاف روعة العجائب الطبيعية، كما تضمّ كتاب “الديناصورات: كيف عاشت وتطوَّرت؟ للكاتب دارين نايش. يكشف الكتاب أسرار هذه الحيوانات الأكثر إثارة في كوكبنا على الإطلاق، وكيف شكّلت الديناصورات سلالة تطوُّريّة سادت الأرض ما يزيد على مئة وخمسين مليون سنة.
وشهدت منصة محمد بن راشد للمعرفة الكثير من الفعاليات والندوات على مدار أيام المعرض الثلاثة وكانت ملتقى للطلبة المبتعثين والمثقفين العرب المغتربين في لندن. ففي يوم المعرض الأول شهدت هذه المنصة محاضرة لمدير المؤسسة السيد جمال بن حويرب تناول بها القراءة من وجهة نظر إسلامية وكذلك محاضرة أخرى عن الحوارات المعرفية وتنمية المكتبة العربية قدمها كل من الشاعر السعودي هشام الجحدلي والكاتب والناشر السعودي فهد العودة كما قدمت المترجمة دلال نصر الله مع الناشرة فاطمة الخطيب ندوة حول تقاطعات الترجمة بين الناشر والمترجم. وفي يوم المعرض الثاني شهد جناح مؤسسة محمد بن راشد ندوة تناولت الناشر الإماراتي وحقوق النشر شارك فيها كل من العنود آل علي وعبدالله الكعبي وحوار ثقافي آخر حول الأدب والفن وتقاطعهما شارك فيها الروائي والصحفي هيثم حسين والشاعرة والمترجمة فيء ناصر.
ويعتبر معرض لندن للكتاب من أهم الأسواق العالمية للإصدارات والترويج والتفاوض على حقوق نشر وطباعة وتوزيع الكتب عبرعدة منافذ توصيل منها الطباعة الورقية والكتب المسموعة والبرامج التلفزيونية والأفلام والقنوات الرقمية. ويشارك في هذه السوق العالمية للمعرفة بكافة صنوفها، أكثر من 25 ألف دار نشر محترفة. وتجتمع أفضل العقول في مجال صناعة الكتاب سنوياً في لندن لعرض وتعريف وتقديم نماذج من مطبوعاتهم، وكذلك مدّ صلات التعاون مع باقي دور النشر المشاركة، والترويج والتسويق لبضاعتهم المعرفيه والتخطيط لزيادة إصداراتهم وتوسيع منافذ تسويقها للعام المقبل.
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة