زيد الحلي
رب الأسرة بحكمته، والمركبة بقائدها، والسفينة بملاحها، هذه المسلمات باتت معروفة، وبنكرانها فإن الاستقامة، تصبح شظايا زجاج، لا يمكن الاستفادة منها، أسوق هذه المقدمة، بعدما لاحظتُ تخبطًا وانكسارا في بعض مشاريع الاستثمار في عدد من المحافظات، فتلك المشاريع، أخذت نمطا متشابها، وسارت وفق عناوين بات المواطن يدركها، ومعظمها بعيدة عن ترسيخ البنى التحتية في الخارطة الاستثمارية، التي تعطي ثمارا للميزانية العامة للدولة، وتقلل من غول الاستيرادات، واعني بالخارطة الاستثمارية المنشودة، تلك التي تهتم بالمشاريع الصناعية والزراعية والغذائية التي تمد المجتمع باحتياجاته اليومية.
لقد سعدتُ، بما ارسله لي مشكورا السيد عدنان الياسري رئيس هيئة استثمار محافظة المثنى، من توثيق مصور فيديوياً لمشروع رائد، هو الأول من نوعه في العراق، يحث السير حاليا في المثنى حظيَّ بدعم هيئة استثمار المحافظة، ما يشكل خطوة على طريق دعم الاقتصاد العراقي، آمل أن تعمم في بقية المحافظات، واعني بذلك مشروع (خبز البطاطا) الذي تحتضنه بادية السماوة.
فما هو هذا المشروع.. انه " خبز البطاطا " الذي ستوفره ارض البادية ، حيث تمت زراعة 110 دونمات من درنات البطاطا الحلوة، ومن الشتلات المنبثقة عنها، تم توفير الأرض المناسبة لها، والسقي بالتنقيط ، ومن المؤمل انتاج 200 طن من هذا النوع من البطاطا، التي تحل محل الحنطة في انتاج الخبز بنوعية تلائم الذائقة العراقية، شبيهة للخبز الاعتيادي، لكن بفوائد صحية عالية، فخبز البطاطا يحتوي على ألياف غذائية أكثر من الخبز الاعتيادي، كما يحتوي ضعف كمية البروتين مقارنة بخبز القمح، ما يجعل الشخص يشعر بالشبع لفترة اطول .. ويمكن حسب معلومات المهتمين بهذا النوع من البطاطا، تهجينها وتغيير خصائصها بحيث يتم تقليل نسب السكر فيها، ورفع مستويات فيتامين " أ " والكربوهيدرات، ويذكر أن خبز البطاطا تمت تجربته بنجاح في مصر، حيث تم استخدام خليط بطاطا بنسبة من 40 إلى 60 في المئة والباقي من القمح، و مصر تزرع نحو 31 ألف فدان سنويا من البطاطا الحلوة، وتنتج منها نحو 450 ألف طن سنويا، بحسب إحصاء وزارة الزراعة المصرية .
يصح القول بهذه المبادرة، ان القيادة هي فن التفكير السريع لخدمة المجتمع، وهي ايضا فن اتخاذ القرار.