بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
تسابق عدد من الفنانين، خلال شهر رمضان إلى تقديم أدعية وابتهالات دينية، تذاع وتعرض عبر القنوات الفضائية المختلفة، والتي عدها البعض فرصة قيمة للتواصل مع الجمهور في إحياء روحانيات الشهر الفضيل، إذ تأتي هذه الأدعية والأناشيد كوسيلة للتقرب إلى الله في رمضان المبارك.
" من غيرك نور لي دربي"، ابتهال من كلمات محمد جبار حسن وألحان علي سرحان وتوزيع منعم عبد الكريم، وغناء جواد محسن، الذي يرى أن الابتهالات الرمضانية جزءٌ من فولكلور الشعوب الإسلامية، هدفها خلق جو روحي يعبق بالإيمان والمحبة، والاقتراب من قيم هذا الشهر الفضيل، الذي له قدسية في الذاكرة الشعبية، مضيفا الأغاني الدينية هي احتفال جمالي وايماني يعرف بأهمية رمضان، والدور الذي يلعبه في صقل الأرواح وتوهج النفوس وإحياء الضمائر ودورنا كفنانين التواصل مع الجمهور، من خلال أعمالنا وكلماتنا التي نختارها بتمعن، والتي عن طريقها نقترب ونلامس روح
المتلقي.
تقاليد عريقة
اما الموسيقي كرم ثامر، فقد شارك مع نخبة من الموسيقين والمطربين والرواد في سبعة أعمال من الحان المايسترو علاء مجيد، وهي خليط بين الأغاني الصوفية والوطنية، لما لها الوقع والمكانة المهمة في نفوس الجمهور، لاسيما أنها مرتبطة بتقاليد عريقة، حيث تجتمع العائلة لتتابع الأعمال الفنية، التي تقدم للجمهور، والتي تكون غاية في الخصوصية والمتعة والجمال، فضلا عن عمل آخر، يتأمل ثامر عرضه في الأيام المقبلة بعنوان "سفر التكوين"من كلمات الشاعر الراحل عبد الرزاق عبد الواحد، وألحان المايسترو علاء مجيد، والذي تم تسجيله في استوديوهات الريماس في بغداد وتصويره
بالقاهرة. ويضيف كرم لم يتوقف الأمر على مشاركتي مع نجوم، فقد شرعت وللسنة الثالثة على التوالي في التحضير لحفل "تجليات" لأقدم فيها أعمالًا صوفية وقصائد فلسفية، تعوَّد عليها الجمهور أن يسمعها مني خلال السنوات التي مضت.
مبينا هذا النوع من الأغاني يستهويني، ويأخذني بعيدا عن الواقع، محاولا بآلة العود أن يجرد المتلقي من الضغوطات ومخاطبة إيمانه
بكلمات خفيفة وألحان جميلة.
تجربةٌ فنيَّة
بينما شاركت عازفة العود منار برفقة الفنان احمد نعمة بأداء قصيدة "بحبك سيدي"، شعر الملا حسن البزاز، إضافة إلى ابتهال "حديث الروح" بمشاركة الفنان اسماعيل مصطفى وشعر ابن الفارض، وألحان المايسترو علاء مجيد، مشيرا إلى أنها تخوض التجربة للمرة الثانية مع كبار النجوم، وهذا بدوره يضيف إلى تجربتها الفنية المزيد من الإبداع والتقدم لا سيما أنها تسهم في استرجاع اعمال لقامات كبيرة في الشعر تمثل فخر للعراق وتعرف الأجيال بمختلف الفنانين.
منار في ختام حديثها لـ"الصباح"عبَّرت عن شكرها وتقديرها إلى المايسترو علاء مجيد، الذي اتاح لها الفرصة في تعبير عن تطلعاتها وإبراز موهبته، التي اختلفت عن دراستها الاكاديمية في تقنيات الطبية وانتمائها إلى الفرقة الوطنية لتراث الموسيقي.
نكهةٌ تحاكي الاجيال
من جانبه، استذكر الباحث الموسيقي حيدر شاكر عددًا من المهتمين بتلك الطقوس، امثال الملا عثمان الموصلي رائد النهضة الدينية الغنائية، فقد عرف هذا الشيخ بموشحاته الدينية، ومنها الرمضانية لتواصل بعده أجيال من الملحنين، الذين قدموا لهذا اللون العريق، كلٌّ حسب طريقته، منهم المطرب الريفي داخل حسن وحضيري ابو عزيز، فقد صدحت حناجرهم بالعديد من الغناء الرمضاني، ومن بعدهم ملحنو الخمسينيات أمثال علاء كامل بلحنه "ماجينة يا ماجينة"، والحال مع سمير بغدادي بابتهال " إله الكون"، ففي كل عقد حضر الابتهال الديني، فضلا عن ابتهال الراحل روحي الخماش "يا إله الكون إنا لك صمنا"، فجميع الفنانين العراقيين استطاعوا ان يضيفوا للابتهالات الدينية جمالا ونكهةً تحاكي جميع الأجيال. والجدير بالذكر ان شاكر سبق ولحن ابتهال" رمضان الخير" كلمات الشاعر قاسم البديري واداء نجاح
عبد الغفور.