خالد جاسم
استهل منتخبنا الوطني مشواره في تصفيات كأس العالم وكأس آسيا بمواجهة ليست صعبة أمام الفلبين في البصرة وخرج منها بفوز صعب وسط حالة من اللاقبول بمجمل أداء لاعبينا وتصاعد منسوب القلق على هذا المستوى الذي أعاد إلى الأذهان صورة أسود الرافدين في نهائيات آسيا الأخيرة في الدوحة مع أنَّ الأنظار والقلوب معلقة بتمنيات متفائلة في مقدرتهم على كسب مواجهة الإياب مع الفلبين الذي توضحت صورة مستواه وقدراته برغم أنَّ الفوارق الفنية التي سجلت لصالحنا لا تلغي الحذر وتجهيز كل الأسلحة الممكنة لتحقيق التفوق في أرض الخصم التي تشير التوقعات إلى أنها ستكون أرضية اصطناعية وهو أمر واجب وضعه في نظر الاعتبار إلى جانب العامل المناخي هناك.
صحيح أنَّ منتخبنا قد وضع خطوة أولى واثقة في الطريق الصعب نحو المونديال، ونصف المهمة بروح التفاؤل مستندين إلى الأجواء الإيجابية المفعمة بالثقة لدى لاعبينا وملاكهم التدريبي ولاسيما أنَّ ترقب جماهيرنا بتحقيق الانتصارات تلاقح مع تحقق مناشداتنا إلى الإعلام الرياضي في جميع أشكاله على ضرورة توفير المظلة الواسعة من الدعم المعنوي والاعتباري للمنتخب وهو يضع أولى أقدامه في درب من المنافسة الشرسة التي تنتظره في ملاعب التصفيات الصعبة, وعندما ناشدنا أجهزة الإعلام الرياضي بالدعم فهي رسالة متجددة كتب كلماتها الجمهور والمسؤولون والزملاء الأحبة في مختلف ألوان الطيف الإعلامي الرياضي وتؤكد عمق إيمان الجميع وقناعتهم الراسخة التي نعرفها جيداً بأهمية الإعلام ودوره الحيوي في تشييد جسور الثقة بين الرأي العام والمنتخبات الوطنية من خلال تصدي وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لكل ما يتعلق بتفاصيل هذه المنتخبات ولاسيما في كرة القدم التي تتصدر اهتمامات هذه الوسائل الإعلامية كما هي في صدارة حب وتعلق الجماهير ورصدها الدائم لكل تفاصيل منتخبات الكرة وفي مقدمتها منتخبنا حيث تكون للكلمة المكتوبة والرأي المشاهد والمتابعة المسموعة وكذلك منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الرياضية الإلكترونية أبلغ الأثر في تشكيل قناعات الجماهير وتقييمها لمسيرة المنتخب وما يتعلق بشؤونه المختلفة. وهنا واجب الإشارة إلى حقيقة صارت راسخة للأسف في إعلامنا الرياضي وتتجسد في إصرار بعض وسائل الإعلام ولاسيما المرئية منها على انتهاج مبدأ المشاكسة المغلفة بالإثارة خلال تصديها لقضايا المنتخبات من دون إدراك ما تخلفه هذه المشاكسات من آثار نفسية سلبية على الملاك التدريبي واللاعبين خصوصاً عندما ينطلق بعض ضيوف البرامج من رؤى شخصية وقناعات مسبقة مستندة إلى خلافات أو تقاطعات مع هذا الطرف أو ذاك وليس نتاج حرص يبتغي مصلحة المنتخب, وعلى النقيض تماماً نرى بعض البرامج وحتى خلال تصديها بالنقد ترتكز على جوانب موضوعية ورؤى حريصة تبسط السلبيات والأخطاء على طاولة الحوار الصريح والمسؤول الذي يكون بمثابة مرشد أو نقاط دلالة مساعدة لمن يعنيهم الأمر من أجل تجاوز هذه الأخطاء ومعالجة تلك السلبيات، وهنا تكمن وكما هي الحال في الإعلام المقروء الفوارق بين النقد الموضوعي البناء المرتكز على قواعد مهنية رصينة، والنقد الفوضوي الذي ينتهج أسلوب الإثارة واختلاق المشكلات أحياناً بعيداً عن مبادئ المهنة الرصينة. وعودة إلى مناشداتنا فإنَّ ما ينبغي التركيز عليه أنَّ مسيرة إعداد وتحضير منتخبنا وبقدر مضي قطاره على سكة متفائلة فإنَّ المحطات المتبقية في تدشين الحضور الفعلي في المنافسة تتطلب تحشيد وتركيز الجهود وفي الإعلام الرياضي بشكل خاص من أجل دعم المنتخب، وبعد انتهاء تلك المهمة يكون لكل حادث حديث.