فاضل عواد اعتزل الفنَّ وكسب حبَّ الجمهور

ثقافة 2024/03/27
...

 بغداد: رشا عباس 

 تصوير: نهاد العزاوي 

اعتزازاً بمسيرته الفنية الحافلة بالإبداعات الغنائية، والتي بدأها منذ سبعينيات القرن الماضي، أقامت نقابة الفنانين العراقيين حفلا تكريميا للفنان المعتزل فاضل عواد، استذكرت فيها أهم المحطات الابداعية في مشواره الفني، وما قدمه من عطاء غنائي من خلال نخبة من المطربين الشباب منهم: 

مهند المرسومي، محمود الغياث، حيدر حميد، محمد فاضل.

 اضافة الى مشاركة الفنانة غزلان ومؤيد الاصيل وعامر علي، يوم السبت الماضي بأمسية رمضانية بالقرب من شاطئ دجلة. 

في مسرحية "تاجر البندقية" كان شكسبير يقول على لسان بطله لورنزو " الرجل الذي لا يشعر بالموسيقى ولا يهزه الطرب، انما هو قطوب كقطوب الظلام واهواؤه سود كاهواء الريب، اي "انه رجل يحذر شره ويتقى امره فاحترسوا من هذا الرجل انه لايحب الموسيقى" بهذه المقدمة رحب عريف الحفل الاعلامي عصام كشيش بالجمهور الغفير الذي حضر الاحتفالية.


أصواتٌ شبابيَّة

عواد اتجه إلى دراسة اللغة العربية ونال الدكتوراه من الجامعة المستنصرية، وقبلها الماجستير من جامعة بغداد في الأدب العباسي، لذلك لم يتوازن في داخله المغني والأستاذ الجامعي، فكان الأول هامشاً ولا يقبل أن يقدم الفنان على الدكتور، على الرغم من أن الناس أحبته كمطرب، ولم تتعرف إليه كأستاذ جامعي باستثناء من درسهم في العراق وليبيا، فتغيبه عن حفل الاحتفاء زرع الحزن بداخل محبيه وعشاقه، الذين تلهفو الى الحضور عندما اقترن اسمه بالتكريم، لكن اغانيه التي اداها عدد من المطربين استرجعت فرحة الجمهور، وباتوا يرددون تلك الكلمات الجميلة باصوات شبابية جديدة لتعلن أن الفن والفنان يكونان حاضرين، بكلماته وصوته الجميل وإحساسه المرهف.


مدرسةٌ فنيَّة

يقول الفنان مهند المرسومي:" عواد مدرسة فنية كبيرة تعلمنا منه اصول الطرب والغناء الحقيقي، فوجودنا اليوم لاداء اغانيه والاحتفاء بتجربته رسالة مفادها بأن الأجيال المقبلة معتزة بتلك القامة الفنية، وان ماترك لنا من ارث موسيقي نستمد منه المعاني الحقيقية 

للطرب الاصيل.

واضاف المرسومي اغنية "حاسبينك" من روائع الموسيقار والملحن الكبير طالب القره غولي كلمات زامل سعيد فتاح، وغناء الدكتور فاضل عواد، الذي اطربت بها مسامع الجمهور وتعد نشيدا وطنيا، وان ادائي تلك الاغنية خلال الحفل اشعرني بالحنين الى دجلة والجمال، الذي وقفت بجانبه وعبرت عن حبي لوطني ولاستاذي الدكتور فاضل عواد. 

اما الفنان محمود الغياث من خلال مشاركته بأغنية "عليك اسأل" إلحان الفنان الراحل ذياب خليل وغناء الدكتور فاضل عواد، تمنى دوام الصحة والعافية لعواد، الذي كان حاضرا بيننا بأعماله الرائعة التي استرجعت ذكريات فترة السبعينيات، مؤكدا مشاركتي بهذا الامسية ماهو، الا درس فني اكتسبت منه حب الناس.


دعمٌ ومساندة

من جانبه، اشار الفنان حيدر حميد تعودنا أن نحتفي بالفنان بعد وفاته، وما حدث اليوم من أمسيات جعلتنا نفتخر بوجود مؤسسة فنية تواكب اعمالنا وتكرم رموزنا وهم على قيد الحياة، وهذا بحد ذاته دعم ومساندة لمواصلة مشوارنا، وأن أعمالنا تخلد من قبل الجهات المعنية أولا والجمهور ثانيا، ليشاطره الرأي الفنان محمد فاضل، ويسرد لنا اهم الاغاني التي من خلالها عرف الفنان فاضل عواد وهي اغنية "لاخبر" التي من خلالها انطلقت محبته للفنان، موضحا على الرغم من ان قصة الاغنية حزينة، إلا أنها تزرع فينا الأمل بغد أجمل. 

الجدير بالذكر ان الدكتور فاضل عواد تخلى نهاية الثمانينيات

 من القرن الماضي عن صوته، وإدرج الغناء في خانة تاريخ متحفه الشخصي، وبات يدرس علم العروض في الجامعة، بعدما اكتشف بحراً أطلق عليه "الوافر المحلى" ليضيفه إلى بحور الفراهيدي، حياة تمضي لكن من دون آلة عود يعزف عليها.