بغداد: رشا عباس
تصوير: نهاد العزاوي
على شواطى دجلة وضمن أمسيات رمضانية، استذكرت نقابة الفنانين العراقيين، الفنان الراحل محمد جواد اموري، بمشاركة عدد من مطربي الغناء العراقي، الذين اعادوا تقديم الحانه بأصواتهم، قاد الفرقة الموسيقية المايسترو احمد عبد الجبار.
الفنان الراحل محمد جواد اموري لحن اكثر من خمسمئة أغنية، وقدم أكثر من ثلاثة وثلاثين نجما غنائيا، ولم يقتصر عطائه على التلحين لمغنين عراقيين فحسب، إنما انتشرت أعماله في البلدان العربية كموروث عراقي بهذا الصدد يقول الفنان نؤاس اموري :" افتخر كون ارتبط اسمي باسم والدي الفنان الراحل، والذي يستذكر اليوم كقامة عراقية مثلت العراق في محافل
عربية".
ويستطرد أموري.. فالأمسية حضرها جمهور غفير جعلتني استرجع بعض من كلماته، التي طالما رددها وسمعتها"ان الفنان خادم للشعب والتعب والارهاق لم يذهب سدى، انما يكرم في يوم من الايام" ، مضيفا اطربت مسامع جمهور والدي اولا وضيوفي ثانيا بأغان اعتز بها، والتي كانت بداية انطلاقي نحو عالم الفن وهي اغنية " انا ياطير ضيعني نصيبي"، الذي بدات بها حياتي الفنية كمطرب، اما باقي الأغاني استرجعتها باسلوبي احياءً للاغنية وكاتبها وملحنها.
اكتشافاتٌ فنيَّة
الابداع والشجن والحنين الى الماضي استمر في الامسية، اذ قدم الاعلامي غزوان شاكر عريف الحفل الفنان كريم حسين واحدا من النجوم، الذين اكتشفهم الفنان الراحل ودعم مسيرته ليطرب الجمهور الحاضر باغنية "بعد اليوم" كلمات اسعد الغريري، واردفها باغنية "مرات أطلب" كلمات علي سلمان غالي والحان محمد جواد اموري.
الفنان كريم تحدث لـ"الصباح قائلا": أموري كان الأب الروحي بالنسبة لي اليوم، وأنا أشاهد صورته وعائلته أمامي، وإني أغني استرجعت ذكريات مضى عليها ثلاثون عاما عندما كنت برفقة الفنان الراحل".
معربا عن سعادته، وهو يحيي ذكرى مهمة الى الساحة الفنية ويعرف الاجيال المقبلة بشخصية اعطت للفن والفنان، وواصل بكل جهده من اجل دعم المواهب.
الفنان الراحل اسهم في تطوير الاغنية العراقية لاسيما في فترة السبعينيات، واكتشف العديد من نجوم الطرب، منهم الفنان رياض أحمد وياس خضر وفؤاد سالم وحسين نعمة وسعدون جابر وغيرهم، لتصبح ألحانه تتردد على ألسنة الناس البسطاء، ومن بين تلك الألحان كانت أغنية "يا حريمة " التي أداها الفنان كريم الرسام رئيس جمعية الموسيقيين العراقيين وتفاعل معه الجمهور، مشيرا الرسام إلى أن الأمسية جعلته يسترجع فترة السبعينيات واغاني الزمن الجميل التي طالما تاثرنا بها وأثرنا بالجمهور، حتى باتت تحسب كأرث حضاري يتمتع به العراق، خلافا لما يقدم اليوم من محتوى هابط خالٍ من المعنى والاداء، متمنيا أن تكون تلك الأماسي دعوة للشباب الهاوي للغناء ان يرى الفن الحقيقي واصحابه الذين بذلوا جهدهم، لإيصال تلك الرسالة السامية الى العالم، وتبقى أعمالهم عالقة في ذهن المستمع على مر العصور.
دروسٌ مجانية
الفنانة مروة احمد خلال مشاركتها بينت انها تدعم هكذا تجمعات تقيمها جهات معنية بالفن، فبين الحين والاخر نشاهد تاريخ رمز من رموز الفن للاستفادة من تجربتهم الإبداعية، والتي هي عبارة عن دروس مجانية تقدم للاجيال المقبلة، وتوصل رسالة مفادها بأن الفن الحقيقي يبقى في الذاكرة والفنان يرحل جسده، لكن تبقى اعماله مخلدة، ليشاركها الرأي الفنان براق ياسين، موضحا نحن جيل التسعينيات تاثرنا بهذا الفن، ونحاول ان نسير على النهج نفسه، ونؤكد أن ما مضى من فن هو اساسنا نستمد منه قوتنا وابداعنا، ونثبت للجميع أن الفن الرصين والواعد الذي لا بد من استكماله بطرق حديثة، لا تشوه المحتوى، إنما تضيف إليه بعضا من الجمال.