د عدنان لفتة
عادت اللجنة الأولمبيَّة إلى نبض الحياة وحراكها بعد غياب غريب انزوت فيه بعيداً عن رياضييها واتحاداتها خلال السنوات الماضية التي كان التفكير فيها منصباً على الاحتفاظ بالكراسي دون عمل حقيقي يؤشر للرياضة العراقية.
جهود واضحة للمكتب التنفيذي الجديد والرئيس الشاب عقيل مفتن بضرورة البحث عن النجاح بخطوات متسارعة هدفها الأساس الحصول على وسام أولمبي يطرز التاريخ العراقي ويفتح أبواب المستقبل بعيداً عن نومنا الطويل على وسامنا البرونزي الوحيد للرباع عبد الواحد عزيز قبل 64 عاماً كاملة!!
البحث عن ستراتيجية وطنية تتكاتف بها جهود الأولمبية مع الحكومة والمؤسسات الوطنية، كي نتفق على برنامج وطني واعد يؤسس لرياضة حقيقية تنطلق من زوايا المجتمع لتعيد الألق للأندية والمدارس والجامعات والمنتديات الشبابية لصناعة أبطال أولمبيين ومنجزات رياضية ملموسة غير أوهام نتائج غرب آسيا، والمشاركات الفارغة في تخوم الأرض.
رياضاتنا مشلولة واتحاداتها المعمرة على كراسي القيادة دون منجز نفخر به، تحتاج إلى مشروع وطني يضع الأمور في نصابها ويخرجنا من عشوائية العمل ومغامرات المشاركات والرحلات غير المثمرة، وصراعات الكراسي المستمرة وعدم احتضان الكفاءات.
الاستمرار بهذا المنوال من العمل بلا أهداف أثقل كاهلنا وأظهرنا عاجزين مليئين بالخيبة والإحباط، نراقب الدول الأخرى بحسرة مع أنها لا تملك إمكانيات العراق البشرية والمالية، مشكلتنا إدارية بحتة لا نعمل فيها كفريق حقيقي من أجل بلدنا نتبادل اللوم وتحميل المسؤولية لبعضنا البعض كلما اقتربت المواعيد الكبرى كالألعاب الأولمبية والدورة الآسيوية أو العربية التي اعتدنا أن نخرج فيها بمحصلة مؤسفة لا توحي بالعمل أو الرياضة الحقة!!
أولمبياد باريس يقترب وليس لنا من أمل فيه سوى حلم طال انتظاره مع الرباع الشاب علي عمار يسر الذي نأمل أنّ يحظى بدعم حكومي ورياضي أكبر يضعنا على بوابة الإنجاز التاريخي المحفز لكل أبناء الرافدين لكن ذلك غيض من فيض، إذ إنَّ التخطيط المنشود يجب أن يبدأ الآن في إعداد مشروع وطني للسنوات العشرين المقبلة نصنع فيه أبطالنا ونرعى مواهبنا وفق سياسة رياضية وإدارية واعدة تضع الأموال والأعمال تحت تصرف الإبداع الرياضي، وتتحرك نحو المواهب العراقية داخل وخارج البلاد فأبناء المغتربين قد بلغوا عمر الشباب الآن ومثلما فعلنا في استقطاب لاعبي كرة القدم يمكن أن نبدأ البحث عن الألعاب الأخرى التي قد نعثر فيها على أبطال يصنعون واقعاً جديداً لألعابنا الرياضية.
ننتظر عملاً وطنياً حقيقياً نعيد فيه لدرس الرياضة الحياة بدلاً من بقائه درساً شاغراً يستحوذ عليه مدرسو الحصص الأخرى لإكمال مناهجهم، نحتاج إلى إعادة الحياة للمنتديات الشبابية كي تكون واحة إنجازات حقيقية حاضنة للشباب وحامية لهم من خطر الضياع والمخدرات.. ننتظر العمل والمشروع الوطني سريعاً فهو وحده من يقودنا إلى الإنجاز لا أن نبقى في فلك الكلام المعسول والوعود التي مللنا من إطلاقها بلا فعل حقيقي يوازيها.. اتركوا الكلام وهلمّوا إلى العمل وخططوا للمستقبل فهو قارب نجاتنا الوحيد