خالد جاسم
*الفوز المريح الذي حققه منتخبنا الوطني على منتخب الفلبين في مانيلا في التصفيات المزدوجة لأمم آسيا وكأس العالم حقق العديد من الأهداف التي تمنيناها قبيل أن تدور رحى المواجهة التي قلقنا قبلها في ملعب الخصم حيث أن الفوز حجز لنا بطاقة التأهل الى المرحلة الأخيرة الحاسمة من التصفيات كما أكد هذا الانتصار اللامع انتظام وتيرة التصاعد في المستوى الفني لفريقنا الوطني مثلما أن هذا الفوز منحنا تقدماً كبيراً في لائحة التصنيف الشهري لمنتخبات العالم والصادرة عن - الفيفا - والتي يعتمد عليها بشكل أساسي في تقييم المستويات وعلى صعيد ترتيب تلك المستويات في مختلف البطولات التي يعترف بها الاتحاد الدولي لكرة القدم كما أن هذا التقدم في التصنيف الشهري يمنح الكرة العراقية سمعة أكثر رصانة على الصعيد الدولي وهي التي تدهورت كثيرا في الأعوام الأخيرة على هذا الصعيد نتيجة تراجعها في التصنيف الدولي هذا. وعندما نؤكد هذه الحقيقة اللافتة نستند على القفزة الرائعة في تصنيفنا الدولي وبلوغنا التسلسل 58 عالمياً وهو أمر لم يتحقق لنا منذ نحو 18 عاماً خلت ،ونقطة التحول التي حققت هذه الانتقالة ارتكزت بشكل رئيس على مسيرة متصاعدة في التصفيات تجسدت في فوزنا في أربع مباريات من دون خسارة أو تعادل مع ماسبقها من نتائج في بطولات كأس الخليج وبطولتي الأردن وكأس ملك تايلند وكأس آسيا برغم أن وجهات نظر كثيرة ترى أن هذه النتائج ومع تحقيقها القفزة الكبيرة في تصنيفنا الدولي قد ارتكزت على قاعدة هشة وهي الفوز على منتخبات ليست بذات شأن على الخارطة الكروية الآسيوية والدولية باستثناء الفوز على اليابان في كأس آسيا ، ومع أن وجهات النظر هذه لا تخلو من بعد نظر إلا أن مجمل الحصيلة يعد مؤشراً إيجابياً يخدم الجانب المعنوي بالدرجة الأساس لأن هذا التقدم الكبير في التصنيف لايعني أن منتخبنا الوطني في أفضل حالاته الفنية وعلى مديره الفني كاساس وبعد مضي كل هذه المحطات الزمنية وتجريبه مختلف أدوات اللعب المحلية والمغتربة أن يعي حقيقة أن المرحلة المقبلة من التصفيات الحاسمة ستكون عصيبة وصعبة جدا ومن ثم فأن مواجهة أقوياء القارة الصفراء في تلك المرحلة تستدعي تحضيراً متكاملاً على صعيد الاستقرار النهائي في التشكيلة وتجاوز الثغرات المتعددة في الجانب الخططي وتحديداً مشكلة الخط الدفاعي مع ضرورات أخرى تفرض نفسها واقعياً ولا نريد الخوض في تفاصيلها لانها في الأساس أمور فنية تدخل في صلب اختصاصات السيد كاساس وطاقمه المساعد . تمنياتنا الخالصة لمنتخبنا الوطني بالتوفيق والنجاح في مهمته الصعبة والكبيرة وهو يمتلك فرصة سانحة وربما أكثر سهولة من أي وقت مضى في تحقيق حلم التأهل الثاني الى المونديال في تاريخ الكرة العراقية .