بتوقيت بغداد وواشنطن

الصفحة الاخيرة 2024/04/22
...

عبد الهادي مهودر



جاءت زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن كأطول زياراته (بين سبتين) من السبت 14 نيسان إلى السبت 20 نيسان 2024، كما جاءت كأكثرها أهمية وخطورة (بين ردّين) الرد الايراني المعلن رسميَّاً والرد الاسرائيلي غير المعلن، ومع فارق التوقيت والمواقف والرؤى والمصالح، مضت الزيارة خلافاً لمعظم التوقعات التي ذهبت الى أن التصعيد العسكري الحاصل في المنطقة سيطغى عليها وعلى حساب الشأن العراقي، لكنها شهدت أكثر من أربعين لقاءً بعناوين مختلفة، سياسية واقتصادية ومالية واستثمارية وإعلامية، تركّزت جميعها على الشأن العراقي بما في ذلك بحث تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي، وخارج جدول الزيارة المعلن وكنشاط طارئ من واشنطن، بدأت الزيارة بإتصال هاتفي جرى يوم 15 نيسان مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، فرضه حدث الرد الايراني، وكانت الزيارة بالضبط كما وصفها رئيس الوزراء في إيجازه الصحفي قبيل مغادرته العاصمة بغداد (تأتي في ظرف دقيق وحسّاس على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة وعلى مستوى ظروف المنطقة وما يحصل في الأراضي الفلسطينية من جرائم تجاه الأبرياء، فضلاً عن المخاوف من اتساع نطاق الصراع)، وما منع تأثر الزيارة بالتصعيد العسكري المتبادل هو المقدمات الواضحات والموقف العراقي المعلن مسبقاً من بغداد والمؤكد عليه في لقاءات السوداني الأربعين في واشنطن بخصوص الموقف من القضية الفلسطينية والعلاقات مع ايران ودول الجوار، ومستقبل العلاقة مع الولايات المتحدة، وحسمت الكثير من الجدل، واشتراط أن يكون (العراق أولاً) كشعار معلن في واشنطن، وهو أفضل شعار وخيار سياسي يمكن تحقيقه للعراقيين الذين يريدون العراق أولاً في جميع القضايا والأزمات والعلاقات، وكما يحتاج العراق الى استقرار لعلاقاته مع الدول الصديقة والولايات المتحدة واختار اتفاقية الإطار الستراتيجي لتنظيم مستقبل وشكل ومستوى التعاون السياسي والاقتصادي والأمني والثقافي، سيحتاج العراق أيضاً الى استقرار العلاقات مع الدول المجاورة التي نعيش معها في حالة من السلم واللا سلم والقصف والتدخلات والنفوذ والتجاوزات والمبررات، وسدود وحدود ومنابع مياه وأنهر وعلاقات ومصاهرات، عبر توقيع اتفاقيات دائمة للعيش معاً بأمان دائم ولإنهاء حالة اللا استقرار مع دول الجوار المؤبّد المحكوم بروابط الجغرافية والتاريخ والدين وسر الحياة.