من معرض أربيل الدولي للكتاب هل {المعارض} هي السوق الأولى لطلبة الدراسات العليا؟

ثقافة 2024/04/22
...

 عامر مؤيد 


تحرص دور نشر مختلفة، محليَّة كانت أو عربيَّة أو دوليَّة، ممن يتركز مطبوعها الورقي على البحوث والدراسات بجميع الاختصاصات، على أن تتواجد في معارض الكتب. 

هذه الرغبة في التواجد تأتي مع كثرة "العراقيين" الدارسين للماجستير والدكتوراه، إذ إنَّ هناك إقبالاً مختلفاً على هذه الدور التي اعتاد بعضها على التواجد بجميع المعارض المنظمة في العراق بشكل عام. 

وليد مصطفى- صاحب المركز القومي للدراسات القانونية- يأتي بشكل مستمر من مصر للمشاركة في معارض الكتب، منها معرض أربيل الذي يتواجد فيه بما يقارب 500 عنوان. مصطفى يتحدث لـصحيفة "الصباح" عن سوق الكتب الخاصة بالجانب "الأكاديمي"، بعيداً عن الكتب الأكثر رواجاً في ما يخص حقول الأدب والتنمية البشرية وغيرها، قائلاً: "في الوقت الحالي البوابة الرئيسة لطلبة الدراسات العليا هو معرض الكتاب". 

يضيف مصطفى أنَّ "ما يجعل المعرض السوق الأولى، هو أنه يجمع دور النشر من مختلف دول العالم في مكان واحد وبوقت واحد، وهذا الأمر يسهّل على الطالب اقتناء الكتاب الذي يثير اهتمامه". يشير مصطفى إلى أنه "خلال تواجده في الأيام الأولى من معرض أربيل الدولي للكتاب، قَدِمَ إليه عدد من الطلبة، إذ إنَّ المشرف على الطالب يعطيه المرجع والمادة العلمية والعنوان وهو عليه البحث، لذا فإنَّ بعضهم وجد ما يريد في دارنا". 

يلفت صاحب المركز القومي للدراسات القانونية إلى أنه "قبل القدوم إلى أي معرض يزور الجامعات في بلاده من أجل توفير أحدث المواد العلمية الموجودة"، مبيناً أنه "يملك ما يقارب ألفاً وخمسمئة عنوان، بينما يشارك بـ500 عنوان تقريباً". 

في أثناء السير في أروقة المعرض، وجدنا محمد أحمد، قرب إحدى دور النشر المختصة بالتاريخ، يقول في حديثه لـ"الصباح": إنه "ينتظر معرض الكتاب بشكل مستمر، من أجل تعزيز مصادره العلمية". أحمد الذي أكمل دراسة الماجستير قبل عامين، واليوم يواصل كتابة بحث الدكتوراه، يشير إلى أنه "لا يعتمد بشكل عام على المصادر الموجودة في معرض الكتاب، بل الكتب التي يقتنيها تكون تعزيزية وبعضها أكيد مهمة". 

يبين أحمد الذي يختص بدراسة القانون أنَّ "هناك أكثر من خمس دور نشر من مختلف الدول تجلب كل ما هو جديد في القانون وجميع إصداراتها في هذا الجانب لذا أجد ما أريد بنسبة كبيرة لديها، لكن تبقى موضوعة تواجدها مرة كل عام أو مرتين مزعجاً، لذا أسعى للبحث أكثر في المواقع أو أحاول الحصول عليها من دول عربية". 

وبالرغم من تواجد مكتبة النهضة العربية بفرع أساس في العاصمة بغداد قرب نصب الحرية لجواد سليم، إلا أنَّ صاحب الدار حسن هاشم يؤكد لـ"الصباح" أن "أصحاب الدراسات ينتظرون مشاركتنا". هاشم يؤكد أنَّ "أغلب الكتب الموجودة في المكتبة تخص التاريخ ولا تقتصر على مرحلة محددة أو وقت زمني ثابت، لذا فإنَّ أغلب طلبة الدراسات في هذا المجال ينتظرون مشاركتنا". 

هاشم يبين أنَّ مكتبته تضم أنواعاً كثيرة ومختلفة من الكتب لكنها تركز على التاريخ وهذا لا يمنع أنها تملك مصادر علمية مهمة في التراث، الفن، علم الاجتماع وغيرها".