شـاقـة.. وماذا بعد؟

الرياضة 2024/04/22
...

علي رياح



أيّ قراءة متمعنة وموضوعية لمباراتنا اليوم مع السعودية، لا بدّ أن تنتهي إلى استنتاج ليس عَصيّاً وهو أننا بصدد مواجهة كروية شاقـّة. وهذه القراءة تستند إلى الصورة التي قدّمها المنتخبان الأولمبيان العراقي والسعودي في المباريات الأربع الماضية في إطار المجموعة الثالثة، فالمنتخب الشقيق أظهر منذ مباراة طاجكستان أنه قادم لتعزيز مكانته الآسيوية في هذا الإطار، ولن ننسى أنه يحمل لقب النسخة الماضية التي أقيمت في أوزبكستان قبل سنتين وقد تفوّق في النهائي على البلد المضيف، وقد جاءت المباراة الثانية والاكتساح الخماسي لتايلند الذي كان ألقى منتخبنا في شباك الخسارة لتؤكد أنَّ المنتخب الشقيق لديه قدرات متفوّقة لا يمكن تجاهلها في حساب ما لنا وما علينا في مواجهة الحسم!

بالمقابل، لم يُظهر منتخبنا الأولمبي صورة تحقق الإقناع الكامل حتى بعد فوزه الرباعي على طاجكستان، لا بل إنه لم يحقق- أصلاً- قدراً كافياً من هذا الإقناع، ولكن ما يُحسب له أنه استردّ فرصته في التنافس على إحدى تذكرتي الصعود إلى ربع نهائي البطولة، وهو تنافس بات مبنياً على شروط عدة أهمّها على الإطلاق أن يحقق الفوز على نظيره السعودي في لقاء استأثر بنصيب وافر من اهتمام العراقيين وحساباتهم وقلقهم أيضاً، حتى أننا رأينا صنوفاً عجيبة من القراءات والتحليلات التي تجافي المنطق، لمجرد أنَّ بعضها انطلق من الانتصار للمنتخب ولاعبيه، وأنَّ بعضها الآخر جاء انتقاصاً من المنتخب ككل، وقد أصبح هذا (تقليداً) عراقياً بامتياز في كل مشاركة خارجية!

قلت إنها مواجهة شاقـّة، وقد أزيد على هذا الوصف فأقول إنها (عصيبة) على منتخبنا إذا ظهر المنتخب السعودي على ذات النحو الذي كان عليه أمام طاجكستان ثم تايلاند، لكنني أعود وأشدّد على أننا نتعامل مع كرة القدم التي تحمل وقائع ونتائج على الميدان غير التي نرسمها أو نفترضها على الورق، ويصدق هذا القول تماماً في اللقاءات العربية- العربية التي تكتسب نديّة تاريخية ربما تفرز واقعاً لا صلة له بالتوقعات، ومن هذه النقطة بالذات يمكن أن تتسلل آمالنا إلى صحوة تصيب المنتخب وتستثير فيه العناصر الإيجابية في الأداء من منطلق أنها مباراة بقاء أو مغادرة، وأرجو أن يُوظف مدربنا راضي شنيشل ولاعبوها هذه النقطة الكامنة لقلب ملامح الصورة!

إنها بلا شك مهمة صعبة لكنَّ للكرة في كثير من الأحيان (منطقاً) يرفض معطيات الأرقام والتوقعات.. وهي فرصة للإشارة إلى أنَّ الأولمبي السعودي يشهد حالة من الاستقرار التدريبي والفني تتيح للمدرب سعد الشهري الذي تولى المهمة عام 2018 أن يعيد البناء في كل مرّة وفق رؤية تأتي بثمارها، ولن أنسى في هذا المَقام أنني كنت قريباً من أجواء عمل المدرب الشهري في نهائيات كرة القدم في دورة طوكيو الأولمبية قبل ثلاث سنوات والتي كنت مكلفاً بتغطيتها، إذ تواجدتُ مع المنتخب الشقيق في مدينتي يوكوهاما وسايتاما حيث خاض مبارياته الثلاث في إطار المجموعة الرابعة التي كانت الأصعب في الدورة، إذ لعب إلى جانب البرازيل وألمانيا وكوت ديفوار، وقد خسر المنتخب السعودي مبارياته الثلاث لكنَّ أداءه كان مقنعاً تماماً بحضور الثلاثي الدولي المميز سلمان الفرج وسالم الدوسري وياسر الشهراني!