متخصصون: إقالة المدربين ظاهرة سلبية تكشف عن خلل فني

الرياضة 2024/04/22
...

 الحلة: محمد عجيل 


رأى متخصصون في مجال كرة القدم، أن ظاهرة إقالة واستقالة قرابة (19 مدربا محليا وعربيا) في دوري نجوم العراق، أشارت بوضوح إلى وجود خلل فني كبير في إدارات الأندية، لاسيما أن معظم التسميات اجتهادية ولا تخضع لعملية التقييم الفني والمعيار الرقمي التراكمي، مؤكدين في الوقت نفسه أن منهجية الاستغناء عن خدماتهم خلال المسابقة المحلية، أسهمت في تدوير الطواقم الفنية بين الأندية بشكل غير مدروس، بغية التهافت على فرص العمل والبقاء في دائرة الأضواء. أول المتحدثين لـ" الصباح الرياضي"، نجم المنتخب الوطني السابق وهدّاف نادي الشرطة التاريخي يونس عبد علي، الذي يشدد في معرض حديثه على أن " إقالة واستقالة المدربين في أندية الدوري، تؤكد أن هناك خللا كبيراً أساسه فشل الأندية في اختيار الأسماء الكفوءة للقيام بالإشراف وقيادة فرقها الكروية خلال فترة الإعداد التي تسبق انطلاق الدوري". ويقول إن " تسمية الملاك التدريبي لابد من أن تخضع للتمحيص الدقيق والقراءة الفنية العميقة بعيداً عن أي تأثير جانبي، بغية الوصول إلى الاستقرار التدريبي، على أن يتبعه ترسيخ أساليب اللعب والهوية الخططية في الفريق"، مؤكداً أن " معظم تسميات المدربين في الأندية المحلية تخضع لاجتهادات شخصية ومصالح أخرى، لا تأخذ بعين الاعتبار الهدف الأسمى، الذي هو الدخول في المنافسات وإثبات الجدارة المهنية"، مشيرا إلى أن " تأثير هذه الظاهرة سلبي في عطاء اللاعبين، ولابد من الوقوف عنده، لأن التغيير يشير إلى وجود خطط جديدة لا يمكن استيعابها من قبل اللاعبين خلال يومين أو ثلاثة أيام" .  بدوره ينتقد المدرب كريم نافع هذه الظاهرة بشدة بقوله: " على الرغم من وجود فارق معنوي ومادي بين الإقالة والاستقالة، إلا أن كليهما يشكلان ظاهرة سلبية ألقت بظلالها على الجوانب الفنية للأندية “، مبينا أن " فريق كربلاء اتجه إلى تغيير مدربه حيدر عبودي بسبب عدم تحقيقه النتائج الإيجابية، وذات الحال يقال عن نفط الوسط الذي استبدل أربعة مدربين، إضافة إلى القاسم، وانضم إلى هذه القائمة حديثاً كل من حيدر عبد الأمير الذي ترك كرة أربيل بعد شهرين من تسلمه المهمة، وقبل أيام قدم ولي كريم استقالته من نوروز بعد أربعة مواسم مميزة " .   ويتوقف نافع عند "التبعات المادية التي تعقب الاستقالة والتي تكمن بوجود الشروط الجزائية التي تثقل كاهل ميزانيات الأندية وتأثيرها النفسي في اللاعبين الذين اعتادوا على أسلوب مدرب أمضى معهم فترة إعداد طويلة، وأصبحت هناك علاقات ودية بين الجميع" ، متمنيا أن " تكون قرارات الإقالة أو التعيين خاضعة لعملية التقييم الفني والإحصاءات الرقمية، لا أن تكون مزاجية أو تحت تأثير الجماهير، لأن الضحية بالدرجة الأساس هو الفريق ".  من جانبه يجد المدرب الكروي حيدر عبيد أن " آلية الاستغناء عن خدمات الطواقم الفنية أسهمت بظاهرة تدوير المدربين بين الأندية بعيداً عن الركائز الأساسية في العملية التدريبية التراكمية السابقة، أو الأخذ في الحسبان إن كان المدرب الجديد لائقا لهذه المهمة وسيراعي العامل الفني الخططي"، موضحا أن " الكثير من أبناء المهنة يسعون فقط للحصول على فرص العمل والبقاء في دائرة الأضواء، هو حق مشروع رغم أن بعض التجارب لا تتوفر فيها أدنى متطلبات العمل الصحيح ".