إسقاط فرض..

الرياضة 2024/04/23
...

خالد جاسم

*مباريات بطولة كأس العراق بكرة القدم هذا الموسم , برغم ابتعاد الإعلام الرياضي عن تغطيتها بشكل يتناسب مع حجمها الكبير، تبقى مسابقة ذات نكهة خاصة وطعم مميز، حتى مع حضور حقيقة عدم انتظام مواعيد انطلاقها كبطولة كروية يجب أن تكون في مقدمة البطولات المدرجة على منهاج اتحاد الكرة لموسم كامل , ذلك أن هذه البطولة ومنذ تأسيسها عام 1956 تحت مسمى كأس الاتحاد العراقي، وقبل أن تكتسب شهادة الميلاد بمسماها الحالي في عام 1961، تحتضن طيفا كبيرا من الفرق الكروية بعيدا عن التصنيف الرسمي، إذ تتنافس فيها فرق الأضواء والأندية الجماهيرية مع الأندية المظلومة التي كثيرا ما تصنف في الخانة المنسية أو ما يطلق عليها بفرق دوري المظاليم . وبرغم تلك الفوارق الفنية وفي الدرجة الجماهيرية وكم النجومية وغيرها, إلا أن بطولة الكأس اكتسبت أهميتها ليس من كونها بطولة كبيرة يجب أن تحظى بأولوية في منهاج بطولات الموسم الكروي، بل لأن مبارياتها كثيرا ما تكون حافلة بأشياء جميلة وممتعة فعلا في كرة القدم، وهي على امتداد سنوات ومواسم إقامتها تنتج الكثير من المفاجآت التي تتجسد في الخروج الدراماتيكي للفرق الكبيرة على يد فرق مغمورة وبعيدة جدا عن ساحة الشهرة, كما كانت مبارياتها مصدر اهتمام خاص من المدربين الذين كانوا يحرصون على متابعة مبارياتها بحثا عن المواهب ومشاريع النجومية الواعدة , لذلك فقد أنتجت لنا البطولة الكثير من الأسماء الكروية التي كانت غائبة عن واجهة البروز والتألق والشهرة، بعد أن كتب لأصحابها الانتقالة التاريخية في مسيرتهم الكروية عبر مغادرة الفرق المغمورة وارتداء قمصان الفرق الكبيرة والجماهيرية، ولتجد تلك الأسماء لاحقا الطريق معبدة أمامها أيضا في ارتداء قمصان المنتخبات الوطنية , وتاريخنا الكروي حافل بمثل هذه الأسماء التي ما كان لها الحصول على شهادات الولادة الكروية الجديدة لولا بروزها وتألقها في مباريات بطولة الكأس، التي لم تخل هذا الموسم بالطبع من عنصر المفاجآت في نتائجها، مع أنها سجلت قصورا صريحا في متابعة المدربين لأحداثها، بعد أن صار ديدن هؤلاء البحث عن الأسماء اللامعة واعتماد البناء الجاهز وليس إرهاق النفس في التفتيش عن المواهب الغضة . ومع كل تلك المعطيات الواقعية من قلب المسابقة التي كثيرا ما همشت، بل كتب لها في مواسم الإلغاء والتأجيل تحت مختلف الظروف والعوامل والمسببات, وهذا الموسم ومع المنغصات والسلبيات التي رافقت البطولة وعدم إيلائها الأهمية المطلوبة كمسابقة لا تقل ضرورة عن مسابقة الدوري، خرج اتحاد الكرة ولجنة المسابقات تحديدا بالكثير من الفوائد والدروس، وما نتمناه من أجل إنجاح بطولة الكأس في الموسم المقبل، هو أن يضع في الاعتبار إدراجها لتكون فاتحة الموسم الكروي، وتسبق في موعدها رفع الستارة عن مسرح أحداث الدوري الممتاز، تحقيقا للكثير من الفوائد، ومن أجل عودة الروح الحقيقية إلى جسد هذه المسابقة التي يريد البعض موتها بطريقة سريرية أو حتى تشييعها إلى مثواها الأخير، لقصر نظر وعقم تفكير ليس إلا..