د. عدنان لفتة
أعاد منتخبنا الأولمبي الأمل إلى نفوسنا في تصفيات أولمبياد باريس، بعد أن ختم مباريات مجموعته الثالثة بالفوز على السعودية حاملة اللقب، وخطف الصدارة وهو الذي كان مهددا بمغادرة دور المجموعات جراء البداية الخاسرة أمام تايلند.
فريقنا أزاح هما ثقيلا عن صدور العراقيين، فكسب النقطة السادسة المؤهلة إلى ربع النهائي، مبعدا السعودية عن صدارة المجموعة وراسما مسارا جديدا مختلفا لمواجهته المقبلة يوم الجمعة المقبل مع ثاني المجموعة الرابعة. التخلص من القلق هو أهم ما نجح به منتخبنا الذي استفاد من أرجحية المواجهات المباشرة للتفوق على السعودية المتقدمة بفارق الأهداف، ولابد من أن يمنح التأهل وصدارة المجموعة الثالثة شعورا جديدا محفزا للاعبين كي يواصلوا الأمل في البحث عن بطاقات أولمبياد باريس، والتفكير بجولة ربع النهائي والإعداد لها جيدا كي لا نكرر الأخطاء التي وقعنا بها في افتتاح مبارياتنا بالاستهانة وعدم قراءة أوراق المنتخب التايلندي جيدا، فخسرنا اللقاء الذي كان المنجز الوحيد للتايلنديين في مشاركتهم، بعد خسارتهم أمام طاجيكستان بهدف واحد في الجولة الأخيرة، ليستقروا عند المركز الأخير للمجموعة، في وقت كانوا فيه مرشحين للتأهل مع الكبار قبل ختام المباريات. التأهل والنتيجة هما الأهم في عالم كرة القدم، لكننا مطالبون بمعالجة الأخطاء المصاحبة لمبارياتنا الثلاث التي لم نقدم فيها الصورة التي تؤكد أننا الأفضل مقارنة مع منتخبات أخرى تميزت جيدا في منافسات المجموعات. ما زال دفاعنا لا يوحي بالصلابة التامة، ولم نجد في خط وسطنا من يصنع الأداء الجميل والكرات الواثقة، وغاب التوفيق عن مهاجمينا، فسجل أهدافنا الستة: علي جاسم من ركلتي جزاء أمام طاجيكستان والسعودية، وهو لاعب ينشط على الأطراف جناحا بارعا، وأحرز لاعبا الوسط كنوش وحسن خالد هدفين، وهما من عناصر خط الوسط، وتكفل المدافعان كرار سعد ومصطفى سعدون بتسجيل هدفين آخرين ! .
صحيح، أن الإصابة أفقدتنا الهداف الأبرز حسين لاوندي، لكن من اختارهم المدرب لملء مقاعد الهجوم كانوا خارج الفاعلية التهديفية المنتظرة. مكسبنا الأكبر في هذه التصفيات هو الحارس حسين حسن الذي تصدى لكرات خطيرة أنقذت مرمانا، بل إن تفوقه أنقذنا من أخطاء الحارس السابق كميل الذي كان نقطة ضعف دائمة في تشكيلتنا أصر عليها بغرابة مدرب الحراس، بذريعة أنه حارس مستقبلي قابل للتطور! .
منتخبنا الأولمبي عليه الآن تقديم أفضل ما لديه في مباراة ربع النهائي، كي يكسب دقائقها ولا يسمح بأي إخفاق فيها، فهي مواجهة إقصائية لا تعويض فيها. ننتظر الإفادة من درس خروجنا أمام الأردن في ثمن نهائي كأس آسيا للكبار قبل بضعة أشهر، عندما جئنا للمباراة باطمئنان مبالغ فيه واستسهال واضح للاعبي الأردن، فخسرنا المباراة نفسيا قبل تدخل الظلم التحكيمي السافر في إنهاء فوز فريقنا. مباراة ربع النهائي حدث تاريخي على اللاعبين ومدربيهم تذكره جيدا، فهو الواصل إلى نصف النهائي والمقرب لبطاقات أولمبياد باريس، والأمل في إنجاز المهمة بنجاح يحسب لكرتنا في حضورها التاريخي السادس في الألعاب الأولمبية بكل الزهو العراقي السعيد.