رؤية مفتن

الرياضة 2024/04/25
...

علي حنون

بلا ريب، عندما نُخصِّص مقالة للإشادة بصورة مهنية، نأتي فيها على كلمات ثناء بحقِّ شخصية تعمل في كنف هذه الرؤية دون الإسفاف والسقوط في فخّ المُحاباة، فإنه يَتحتم علينا أن نختار شخصية إذا لم تكن استثنائية في عملها وتعاطيها مع شؤون وشجون مفاصل موقعها، فإنها تقترب من حدود الاستثنائية، لذلك وسيراً في سبيل ما أتينا عليه، فإنَّ الحديث عن الجهود الكبيرة، التي يَبذلُها رئيس اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية الدكتور عقيل مفتن، يَفرض علينا- من باب الإنصاف- أن نُؤتيه حقه من الإشادة طالما أنه تجاوز (البيروقراطية) في عمله وأخذ يُسجّل باستمرار حضوره الميداني من أجل تعبيد طريق العطاء، أمام أبطال مُختلف الفعاليات الرياضية.
ونُدرك عن يقين أنَّ الدكتور مفتن لم تُصب سهام بذله هذا النجاح الإداري من فراغ، وإنما بقي يطبع بصمات سعيه هنا وهناك ويُتابع ويُشارك المُنتخبات الوطنية في صنع النجاح، من خلال الدعم المادي والمعنوي.
لقد انتظرت الاتحادات الرياضية ولسنوات عجاف مرّت رؤية هكذا شخصية تتصدّى لقيادة اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية، قيادة تتعاطى مع الأمور بحكمة وروية مُزدانة بمُتابعة ودعم مُستَمرين، وهي (أي الاتحادات) لو كانت تُؤدي عملها تحت مظلة قيادة من هذه الشاكلة لجاءت المسيرة مُغايرة ولتحقق الإنجاز في غير فعالية.
وعندما نتطرق إلى استثنائية قيادة الدكتور عقيل للجنة الأولمبية، فإنَّ ذلك لا يُمثل- بأي حال من الأحوال- طعناً بقيادة سلفه الكابتن رعد حمودي، الذي مثل المنتخبات الوطنية خير تمثيل وكان نجماً لامعاً في ملاعب كرة القدم، لكننا برؤيتنا نَنشد الإشارة إلى جنبتين الأولى أنَّ حمودي اكتفى طيلة فترة تصديه لرئاسة اللجنة الأولمبية بالعمل في حدود السلوك المهني المُؤسساتي ولم يُحاول الخروج في تحركاته عن نص الأداء الوظيفي، بينما سجّل مفتن نجاحاً- ديناميكيا- تمثّل في تحطيم تلك القيود وأدى عمله بأريحية وبَرهن على قدرة مُتميزة اختزل فيها محطات الفلاح، وأما الجنبة الثانية فهي تُؤكد أنَّ نجومية الملاعب وحدها لا تكفي للنجاح في العمل الإداري، وإنما شجاعة اتخاذ القرار والكاريزما القيادية والقدرة على تصغير المشكلات ومن ثم تصفيرها واستيعاب الجميع والتي يمتلك مفتن ناصيتها، هي من تجعل الإنسان ينجح في عمله.
ومن حيث أنهينا السطور، التي مضت من مقالنا، فإنَّ المنطق والإنصاف يَفرضان علينا الوقوف مُساندين لخطوات الرئيس الحالي للجنة الأولمبية الوطنية العراقية الدكتور عقيل مفتن ليس لأسباب ودوافع شخصية، وإنما لمُعطيات مهنية تعكس توفيقه في تحديد مسارات النجاح وأخذه بالأسباب الكفيلة، التي تقود اتحاداتنا الرياضية لإثبات الوجود ومن خلال تسجيل الكفاءة، وليس بخاف أنَّ مفتن استفاد من دروس التعثرات المُستدامة، التي مرت بها اللجنة الأولمبية طيلة عقدين أو أكثر، وأخذ منها العبرة، التي فتحت له الأبواب المُوصدة، ولأنه مُتصالح مع ذاته ويَعي أنَّ الجميع ينتظر منه رحلة مُغايرة فقد أعلن وبشجاعة المُتمكن أنه سَيُغادر المسؤولية في حال تعثرت المسيرة.