من (مسيمير).. إلى منصّة التتويج

الرياضة 2024/04/29
...

علي رياح

ونحن اليوم على أعتاب مواجهة غاية في الأهمية مع اليابان في نصف نهائي كأس آسيا تحت 23 سنة في قطر، نستذكر المرّة الوحيدة التي نال فيها العراق لقب النسخة الأولى والتي أقيمت في سلطنة عُمان مطلع عام 2014، ولكن تفاصيل ذلك اللقب بالنسبة للكثيرين ما زالت منقوصة، إذ يجري المرور على البطولة وحقائقها وربما تناقضاتها أيضاً، مروراً عابراً وهو بالتأكيد ليس مرور الكرام.
المرحلة الأولى من تلك البطولة تبلورت في عُمان أيضاً والتي احتضنت تصفيات المجموعة الأولى، وجمع منتخبنا إحدى عشرة نقطة من مبارياته الخمس، إذ فاز على تركمانستان (4 - 1) وعلى الهند (2 - 1) وعلى لبنان (3-1) وتعادل مع عُمان (1-1) ومع الإمارات (صفر- صفر) وتأهل إلى الأدوار النهائية للبطولة..
اللافت أن تفاوتاً شديداً قد حصل بين مجموعة اللاعبين والتي استدعيت لتمثيل العراق في التصفيات ثم في النهائيات.. أمامي قائمتان من اللاعبين بينهما فرق شديد مع احتفاظ المدرب بعدد محدود من الأسماء كعناصر أساسية في التشكيلة خلال المناسبتين.. كنموذج لهذا التفاوات العجيب، رأينا في التصفيات علي ياسين حارساً للمرمى في أول مباراتين ثم لعب صقر عجيل المباريات الثلاث اللاحقة، وفي النهائيات اختفى هذان الحارسان تماماً عن التشكيلة وخاض جلال حسن المباريات الست كلها أساسياً.
والأمر انطبق على نحو أو آخر في مواقع أخرى للعب، لكن المنتخب في خاتمة المطاف تمكّن من حسم المباريات جميعاً بنتيجة الفوز.. ففي إطار المجموعة الرابعة من البطولة فاز العراق على السعودية (3 - 1) وعلى أوزباكستان (2 - 1) وعلى الصين (1 - صفر) لينتقل إلى الدور ربع النهائي ويفوز على اليابان (1 - صفر) ثم في الدور نصف النهائي فزنا على كوريا الجنوبية (1- صفر) وفي الختام عدنا وتفوقنا على السعودية (1 - صفر).. مع أهم العلامات الفارقة الرائعة وهي حصول أمجد كلف على لقب أفضل لاعب في البطولة عن جدارة كاملة.
التغيير والإبدال لم يتوقفا عند حدود من يلعب ومن يغيب من اللاعبين وإنما كانا صفتين لهوية الطاقم التدريبي الذي اختاره حكيم شاكر، ففي التصفيات كان معه أثير عصام وجليل زيدان وعلي حسين حاتم، وفي النهائيات اختار كلاً من عباس عطية وحبيب جعفر وصالح حميد وعلي حسين حاتم كطاقم مساعد.
ذلك المنتخب الذي ارتقى إلى منصة التتويج الآسيوية كان موضع جدل طاله في أكثر من مناسبة، فلقد أنهى تحضيراته للمباريات النهائية للبطولة في معسكر قصير أقيم في قطر عجز فيه اتحاد الكرة وقتها عن تأمين مباراة ودية قوية واحدة، فلم يجد غير فريق مسيمير من دوري الدرجة الثانية هناك كي يخوض معه مباراة ودية قبل أسبوع واحد فقط من انطلاق البطولة، وقد انتهت تلك المباراة بالتعادل (1-1).
وقبل ذلك كانت مُفردة (المستشار) والتي أوجدها الاتحاد العراقي مَثار النقاش ومعه الاستغراب، فمن المعلوم أن المدرب هادي مطنش كان قد عمل طويلاً مع هذا المنتخب، ثم جاء قرار الاتحاد بتعيين حكيم شاكر مدرباً على أن يعمل هادي مطنش مستشارا له.. وفي معسكر الدوحة قبل البطولة أدّى مدرب كبير آخر هو أنور جسام دور المستشار من دون دور حقيقي أو مفهوم..وأذكرُ أنني يومها كتبتُ مقالاً انتقدت فيه مثل تلك الصيغ (الترضوية) التي لا قيمة فعلية لها، ولم يكن هدفها إلا التعويض أو إسكات الأصوات العالية..