يوسف المحمداوي
" الرياضة في أسبوع " هو عنوان البرنامج الوحيد المعني بالرياضة والذي كان يعدُّه ويقدمه الراحل الكبير مؤيد البدري في الزمن السابق، وقد استمر البرنامج لمدة ثلاثين عاماً من أول حلقة له في العام 1963 إلى آخر ظهور له في العام 1993، ولم يشهد البرنامج تغيير مقدمه الرائع رغم تعدد مخرجي ذلك البرنامج، لما يمتاز به البدري من حيادية ومهنية وعلمية ودراية وخبرة متأتية من دراسة أكاديمية عالية صبَّها في جميع مفردات تلك الساعة الرياضية الشاملة لكل أنواع الرياضة العالمية والعربية والمحلية التي كانت تنتظرها أغلب شرائح المجتمع العراقي في مساء كل ثلاثاء حتى أصبح توقيته وزمن بثِّه المباشر دستوراً تلفازياً لا يمكن استبداله أو الزحف على موعده للمشاهدين مع مقدمته الموسيقية الشهيرة" حلاق إشبيلية " للموسيقي الإيطالي روسيني.
اليوم وبعد التغيير الذي حصل في العام 2003 وظهور أكثر من قناة تلفازية، أصبح لدينا العديد من البرامج الرياضية، قد تصل إلى أكثر من " 14" برنامجاً رياضياً لفضائيات مختلفة، أغلبها لمقدمي برامج لا يعدونها وبمقدمات موسيقية لا نفهم فحواها أو مغزاها، لكن المعروف عنها أنها لا تخالف بأي شكل من الأشكال سياسة الفضائية التي ترعاها كبرامج رياضية، ولكنها تتشابه تقريباً في الشكل لا المضمون، فالبرنامج عادة ما يستضيف شخصيات رياضية كمدربين أو لاعبين سابقين وأحياناً حاليين وإعلاميين متخصصين ومحللين بالشأن الرياضي وهذا ما قصدته بالشكل، أما المضمون والقصد من وراء ذلك البرنامج فحدِّث ولاحرج، أنا لا أقصد جميع البرامج بل أقول وأؤكد على ذكر البعض منها تستخدم بل وتتستر تحت عباءة ضيفها لغرض الدعاية للرياضي الفلاني على حساب تسقيط آخر، وتستضيف شخصيات هي تعرفها مسبقاً أنها معادية للرياضي المراد تسقيطه لتُخلي ذمتها أمام المشاهد بأنها غير مسؤولة عن ما يطرحه الضيف من تصريحات ضد الشخصية الرياضية الفلانية، رغم أنها تعي تماماً بأن المشاهد العراقي والمتابع لتلك البرامج يعي تماماً القصد والغاية من تلك الطروحات والتصريحات التي أحياناً تتجاوز المنطق والتصديق لما فيها من الغرابة والإسفاف والصدمة، وعلى سبيل المثال، البعض وبعد خروج المنتخب العراقي من بطولة آسيا بظلم تحكيمي واضح، طالب أحد ضيوف تلك البرامج بمحاكمة المدرب الإسباني كاساس وكذلك رئيس الاتحاد الكابتن عدنان درجال، والمثير للدهشة أن نفس صاحب ذلك الطرح وقبل مباراتنا مع اليابان في تلك البطولة قال سنخسر من اليابان بنتيجة مخزية وإذا ما فاز العراق سأقف إجلالاً واحتراماً للمدرب الإسباني والاتحاد! وأحد المحللين في برنامج آخر قال وأقسم على ذلك بأن الدوري العراقي الحالي لايمكن أن يخرّج للمنتخبات العراقية أية موهبة كروية! ونفس هذا المحلل وفي برنامج آخر ينتقد مدرب منتخبنا الوطني كاساس لدعواته الملحة لبعض اللاعبين المغتربين لأن الدوري العراقي زاخر بالمواهب ويجب الاعتماد عليها بحسب قوله! والتصريحات الغريبة في بعض تلك البرامج لايمكن أن يوفيها مقالي هذا، لذا سأقول لحديثنا بقية عن بعض وليس جميع برامجنا الرياضية.