د. لمى حسني
رحلتي مع الطب لم تكن مع الأجساد فحسب، بل كانت مع النفوس والقصص والتجارب، حيث لكل مراجع قصة مرتبطة ارتباطا وثيقا بموضوع.. لم أكن أدرك بأن الأمراض ترتبط بعمق بالضغوط النفسيّة إلى أن لاحظت تكرار ارتباط بداية الأمراض وتهيجها مع الضغوط النفسية مثل الامتحانات والعنف والفقد، حينها أدركت ضرورة تعلم علم النفس لمساعدة مرضاي في الجانب النفسي والجسدي.
من هنا بدأت رحلتي مع مرضاي عبر معرفة قصصهم وتغيير أفكارهم وعاداتهم ومشاعرهم من سلبية إلى إيجابية، إذ إن أغلبهم كانوا يعانون إما من القلق أو الحزن نتيجة لتربية سلبية أو صدمات جعلتهم ضعفاء مكسورين ونومهم مضطربا وغذاءهم غير صحي، وعرضة لإدمان مختلف.
من هنا شرعت بمنحهم الأمل والإيمان وأحاول تزويدهم بأفكار إيجابية تخفف من الضغط العقلي والنفسي لديهم، لقد كنت أشعر بالراحة حينما أرى الابتسامة على وجوههم، أو الحظ التغيير بنمط حياتهم، وأدركت أن الإنسان يحيا بفكرة ويموت بفكرة، وأن موت النفس أعظم من موت الجسد، حيث أن الكثير من الأجساد تمشي ميتة بعيدة عن كل أمل أو شغف أو حب للحياة. فما فائدة الجسد والمال بلا استمتاع، وبلا طعم؟، ومن هنا تيقنت بأنّه يجب أن تكون للطبيب فلسفة صحيَّة عميقة يعكسها على مرضاه ليحيي نفوسهم اليائسة.. فعلم الأجساد وحده لا يكفي.
طبيبة استشاريَّة جلديَّة