يكفي أنها الصباح

الرياضة 2024/05/16
...

علي حنون



صباح يوم غد الجمعة 17 / 5، لا يُناظره صباح، ففيه تَميّزت السلطة الرابعة وارتَدت فيه صحافتُنا جلباب المهنية المسؤولة، في مثل يوم غد قبل أكثر من عقدين من السنوات وُلدت جميلتنا (الصباح)، التي سَتُوقد “الجمعة” شمعتها الثانية والعشرين إيذانا برحلة جديدة في عالم الحقيقة، عالم الفنون الصحفية، وهي تزدان برونق جديد يأخذها إلى مديات رحبة على بساط صاحبة الجلالة في كنف جهود مُضنية تَبذلُها أسرتها، التي تَتَوشح بالألق رداء في مسيرة أبداع مُستدام، زادُها فيها (وجبات) الرعاية المهنية، التي تَمنحُها رؤية مُتَفردة تَطل من نافذتها على باحة عالم مُغاير، يَقوده مهنيون جُل مُبتغاهم الاجتهاد من أجل تسويق القرار الوطني، اعتمادا على طروحات مُتوازنة يَستقون مادتها الأولية من الأحداث اليومية، فيَعمدون - بحرفيّتهم - إلى صناعة قوالب تُعنى بالفنون الصحفية المُختلفة، ليس فيها حياد إذا كان للخبر وقصته والاستطلاع والتحقيق وسواها من الفنون الصحفية، امتدادات تتعلق بقضية وطن وتطلعات شعب، وهنا يبدأ التحدي وينتهي الحياد وتَتَعاضد الحروف لترسم كلمة وتَتَوحد الكلمات لتُؤسس جملا مُفيدة تغرس المفاهيم المُجتمعية السامية وتُظهرها في رسالة صحفية تُقدّم الحدث بمنطق الواقع..كُل ذلك ديدن العاملين في رحاب الصباح، التي وإن تَغيّرت رموزها ونُخبها والمتواجدون في حضرتها في مُختلف التخصصات، إلا أن الصحيفة (الصرح المهني) بَقيت تُحافظ على نوعية وجوهر رسالتها.

ولأن الرغبة الصحفية، التي تعَتري أبناء هذه المُؤسسة الإعلامية، التي تَخرجت فيها عشرات الأقلام المهنية وسوّقتهم لشقيقاتها، هي أكبر من أي حاجز ظهر في مسيرتها، فإن نجاحاتها تُمثل فنارا يَستدل من خلاله التائه في يم الصحافة، طريق المهنية الحقة، الذي دَفعت (الصباح) من أجله الكثير خطرا حاضرا يَتهددها وصُحفييها باستمرار من قبل دواعش الإرهاب وأذناب البعث المُجرم، سواء من خلال الاعتداءات المُباشرة أو غير المُباشرة، التي اتخذت أشكالا من التهديد والوعيد، إلا أن شغف خدمة الوطن عبر منبرها حمل العاملين فيها على مُواصلة رسالتهم النبيلة، التي اختطتها لهم الصباح سبيلا مهنيا يُثقف لخدمة الوطن والمُحافظة على السلم المُجتمعي، ورفع كل إنجاز يُعزز من تكاتف أبناء البلد ويأتي بالفضيلة، ويُلقي ما دون ذلك في مكب الرذيلة..الحديث عن صباحنا في ذكرى ظهورها لا يَشبه الخوض في أي حديث آخر، ذلك أن العاشق عندما يَقصد معشوقته بحديث أطرافه المهنية والإبداع والشفافية، فإنه لا يرى فيها سوى ما يُؤطرها بحلقات التميّز، ونحن إذ نُواصل رحلتنا الصحفية في مَنزلها، فيقينا لا نُريد حديثا آخر، لسبب واقعي أن الحديث الآخر لا تُطربنا أطرافه ولا تَشدونا مَرابعه. (الصباح)، وماذا نقول في صحيفة أسرتنا وكبلتنا بحبها وطيبة من عمل فيها وأصالة من يُواصل التواجد في سنائها، وبعد هي المدرسة بل هي الجامعة، فيها كل قديم يَتجدد، وكل قديم مُتجذر الأصالة، فَنُها الصحفي يُدرّس ومناهجُها تعلّم، جميلُها إبداع، وإبداعُها حالة مهنية يُشار إليها ويُعتد بها، واليوم يُواصل جنودها عملية تجميلها لتُزف، عروسا مهنية للصحافة المسؤولة، جميعنا يخرج من مكتبه الصغير فرحة كبيرة تعتمر فؤاده، يَحتفي فيها مع زملائه بالصباح الصحيفة، وبالرسالة النبيلة، وبالكلمة الصادقة، وبالمعاني الجميلة، وهي تُوقد شمعتها الـ 22 لتُسرج جوادا جديدا سَيشهُد لها بمُعترك الصحافة الوطنية الجليلة..مُبارك للصباح تَميّزُها ونجاح خطابها، ومُبارك لنا مُساهمتنا في لحظات تأريخها الزاهر.