«الـملاعب الخماسيّة» انتشار واسع ومردود بدنيّ ضعيف

الرياضة 2024/05/28
...

  بغداد: رحيم رزاق الجبوري

منذ عدة سنوات يلاحظ المتتبع للشأن الكروي العراقي، بسرعة انتشار (الملاعب الخماسية ذات العشب الصناعي) الخاصة بممارسة كرة القدم في الأحياء والمحلات وحتى المناطق الريفية، والتي باتت تستقطب الشبان بجميع الأعمار ليمارسوا اللعبة الشعبية الأولى في البلاد. ويسجل مختصون ومدربون خللاً واضحاً في بناء وتأسيس اللاعب الذي يواظب باستمرار في اللعب على هذه الملاعب؛ بسبب ضيق مساحتها الذي يؤثر في المردود البدني للاعب على المدى الطويل. ويبرز ذلك جلياً حينما يمارس اللعب على الملاعب المفتوحة فتظهر معاناته من ضعف في اللياقة البدنية وتراجع في النواحي التكتيكية والفنية والخططية، كونه نشأ وتربى على ملاعب لا تمنحه المساحة الكافية بتلقي أدبيات اللعبة وأساسياتها العلمية والصحيحة.  

كثرة الإصابات
يذكر أ.د جاسم جابر العوادي (عميد كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة القاسم الخضراء) مجموعة من سلبيات هذه الملاعب، قائلاً: «تكثر الإصابات في هذه الملاعب نتيجة للأرضية غير القانونية وغير المرنة. وفقدان الجانب المهاري للاعبين نتيجة المساحة الصغيرة للملعب. إضافة إلى عدم وجود أهداف واضحة لوجود تلك الملاعب بهذه الأعداد. فضلاً عن وقت ممارسة اللعب فيها قد يؤثر في التطبُّع لدى اللاعب والتكيف عليها. كما أن هذه الملاعب أصبحت مركزاً لتجمع الشباب، ويحتوي بعض منها على مقاهٍ تقدّم (الأركيلة) ، وغيرها من التفاصيل السلبية. ويجب مراقبة تلك الملاعب للحد من الظواهر السلبية، ومراجعة منح الإجازات وفق ضوابط وشروط. وخضوعها لاختبار حقيقي من قبل مشرفين ومتخصصين لمتابعة جميع مفاصل الملاعب وإدارتها. والتأكيد على إدامتها بشكل مستمر لتقليل حدوث الإصابات لدى اللاعبين. ولكن في الوقت ذاته لا ننسى الجانب الإيجابي لتلك الملاعب وهي تدخل السرور والبهجة في نفوس الشباب والكبار على حد سواء إذا ما استغلت بصورة مناسبة» .

إيجابيات وسلبيات
وبحسب أحمد عبد السادة مزهر (تدريسي في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة القاسم الخضراء، ومدرب اللياقة البدنية)، إذ يقول: نلاحظ  تأثير هذه الساحات بشكل سلبي لأنها ذات عشب صناعي وتؤدي إلى العديد من الإصابات الرياضية وخصوصاً على مستوى القدم والركبة، وكذلك تأثيرها في الأندية الرياضية إذ أن هذه الساحات لم تقدم الخدمة المرجوَّة لرياضة كرة القدم بصورة صحيحة مقارنة بالساحات المفتوحة؛ لأن الغرض منها هو تجاري فقط ومن أجل كسب المال. كما نلاحظ الضعف البدني والمهاري والخططي لأن الساحات الخماسية تعتمد على رتم واحد؛ على عكس الساحات المكشوفة التي تحتاج إلى الأداء الخططي والأداء الفني والأداء البدني وكذلك تحتاج إلى التمرير السريع والمهارات المتعددة منها الخداع والمباغتة والكرات العالية والسرعة والتهديف من بعيد والضربات الثابتة والانطلاقات السريعة بالكرة والكرات المرتدة من الخصم. ويجمع الخبراء على أن اللاعبين الشبان هم في مرحلة التأسيس الكروي؛ لذلك يجب أن يكون التأسيس على وفق الأسس العلمية الصحيحة للاعب المثالي وصولاً إلى الاحتراف، وعند ملاحظة ومتابعة اللاعبين في الساحات الخماسية نلاحظ الأداء العالي والفني وعند اللعب في الساحات المكشوفة تضمحل هذه المواهب ولا تقدم جزءاً بسيطاً
من إمكانياتها» .

غياب الجانب الذهني والخططي
رائد هادي (مدرب لياقة بدنية وماجستير تربية رياضية) يرى: «أن هذه الملاعب هي سبب رئيسي بتدني مستوى اللاعبين سواء على المستوى الذهني والبدني والخططي والمهاري؟ فأثناء ملاحظتنا كمدربين وجدنا أن اللاعب يأتي إلى الملاعب المفتوحة وهو لا يعلم أين يتموضع أو يقف أو يتمركز؟ والتأثير مختلف في تدني المستوى فعلى المستوى البدني مثلا فإن لاعب كرة القدم يركض بمعدل 12 كم تقريباً ويحتاج إلى الإحساس بالمسافة التي يقطعها باتجاهات مختلفة، وغيرها من العناصر البدنية التي يحتاجها اللاعب والتي لا نجدها عند لاعبي الخماسي، الذين يفقدون التركيز والرؤية تماماً إذا ما لعبوا في الملاعب المفتوحة ويجدون صعوبة في ذلك؟ وهذا كله يؤثر في المستوى الخاص للاعب وللفرق الرياضية بصورة عامة. وعليه يجب على اتحاد الكرة والجهات المسؤولة أخذ الموضوع بجدية ومناقشة سلبياته وإيجابياته من أجل مصلحة الكرة العراقية في البلاد وتطويرها بالشكل الأمثل» .